05‏/08‏/2013

اسم النبي ..




1
احب الضياع , التشرد يخلق لي منزلٍ بكل مكان , ما أن يسمو المرء على تعلقاته , يعاديه البرد وان كان عارياً , لأن كل معنى ينبثق من حوله يغنيه عن النار والمعاطف

2
من لليتيم إذا ضاع ؟ أنه أنت لأنك تعرف اخلاص اليتيم في الشكر , ومبالغة الوحيد بالامتنان

3
البنيوية بمناهجها , ارادت اكتشاف المنازل في - بيت الإنسان - النصوص , لعلها تشعر بأن في العقل أسى , لعله يتيم أيضا حين يغيب عنه الوحي ..
فقالت ان بداية الفهم يكون بعنوان النص
أنه الظاهر الذي يصافح العين , أنه محال التجاوز  : قاعدة بحجم الحس , يحيط  حدود الادراك .

على سبيل الشاعرية ..
كانت التهم المجنيقية تتطاير كالنوراس : حدةٌ وتناغم  ..

فأهل الظاهر يرون أن نقطة الباء عندهم تبدأ بالرحمة , " الظهور " رحمة : " أركن للظاهر , تسلم , هل تحتاج أكثر من أن تُرحم يا يتيم " ؟

بينما أهل الباطن يرون أن نقطة الباء عندهم ب البلاء , هناك دائما بُعد و أبعاد , تستنهض بالإنسان مسيرة التكامل وشغف الوصول

ذلك الخلاق هو الذي رأى في البلاء رحمة وفي الرحمة بلاء , فكان العشق وهل العشق سوى الخطيئة والغفران ؟

4
على سياق الرحمة ..
يهبك الظاهر , اسم النبي , ولاسمه بنية من العشق , تظهر وتغيب , فهي الواحدة لكنها تجمع الكثرة ..

الوحدة :

محمد / أحمد

الكثرة :

وردت في الرواية بأن اسمي في السماء أحمد , وفي الأرض محمد

وتنقل رواية بأن آمنة بنت وهب عليها السلام رأت في المنام ان تسمية بذلك

يقول الامام الرضا في مناظرته مع احد النصارى :
ثم قال: أليس في كتاب اشعيا: يا قوم اني رأيت صورة راكب حمار لابساً جلابيب النور ورأيت راكب البعير ضوءه مثل ضوء البدر ثم قال: يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى إني ذاهب إلى ربكم وربي والبارقلطيا ( أحمد )  , بعدي جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له وهو الذي يفسّر كل شيء وهو الذي يبدي فضائح الأمم ويكسر عمود الكفر؟

انهما مشتاقات " الحمد " , نحن بقرب الفاتحة و لعل الفاتحة هي كل شيء ..

5
الفاتحة من الرحمة ( بسم الله الرحمن الرحيم )  الى ارتدادية الحمد ( الحمدلله رب العالمين )  , العدالة في أن من يهبك تعطيه , السوء كل السوء في ايقاف الحركة لانها سمة الحياة – الحياة تبغض السكون وتخاصمها طوال أنفاس الكائنات ... لك ان تتصور كراهية المطر لأرضٍ لا تنبت , هذه " القاحلية " في قلة شكر , أبعدت النعم لكهوف المنفى ..

القاحلية هتك للوجود , اجرام منطم بحق التكامل , انزياحُ شنيع وارتباك مريع ,, أيها الانسان سل تعطى  !

يقول العلماء ان الحمد الصورة الأشمل للشكر و أن الحمد اسم مختص بالله .. هل كان النبي محمد شيء مختص تماماً بالله ؟

6
عاش رسول الله ص طوال حياته يشعر بالآلام في قدمه , كان متورم القدم , ويبدو أنه كان يتعمد عدم اظهار الألم  في مشيته.. الاسم علامة , صار الجسد كله دلالة وحمد ...
لقد وضع رسول الله علامة الشكر لله في قدمه , حيث أساس الحركة والحركة هي الحياة  , كأنه اراد ان يقول:
 هات الألم فكل جسدي هالك إلا وجهك

عائشة: إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟!

الإمام الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله، لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة، ألا أكون عبدا شكورا؟! قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم على أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه وتعالى: * (طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) *

# كلهم نور وهو أولهم في الشكر :

وأتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب:
إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه، ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه، أذاب نفسه في العبادة.
فأتى جابر إلى بابه واستأذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أنضته  العبادة، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا بن رسول الله أما علمت أن الله إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟! فقال له علي بن الحسين: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له:
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.

# لقد كان حامدا شكورا في كل أحواله ..

نِعم الله لا تعصى , الشكر في محمد لا يحصى  .. الحياة كلها نعمة , حياة النبي كلها شكر

جرب ان تستشعر النعمة في كل ما حولك , جرب ان تنظر ان كل ما حولك عطاء من الله  قل شكرا شكرا شكرا .. كن محمدياً لدقائق


رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وكان يقول إذا ورد عليه أمر يسره -: الحمد لله على هذه النعمة، وإذا ورد عليه أمر يغتم به قال: الحمد لله على كل حال

الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في سفر يسير على ناقة له، إذا نزل فسجد خمس سجدات، فلما أن ركب قالوا:
يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه؟ فقال: نعم، استقبلني جبرئيل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عز وجل، فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة



هشام بن أحمر: كنت أسير مع أبي الحسن (عليه السلام) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا، فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته، فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟! فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي


# و تتداخل الأمواج ..

قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى اشكرني حق شكري، فقال: يا رب كيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ فقال: يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني

الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في المناجاة -:
فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر إلى شكر؟! فكلما قلت: لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول: لك الحمد


# فما حقيقة ما كان يشعر به رسول الله اتجاه الله ؟ :

الإمام زين العابدين (عليه السلام): إني أكره أن أعبد الله لا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطيع، إن طمع عمل وإلا لم يعمل. وأكره أن أعبده [لا غرض لي] إلا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل، قيل له: فلم تعبده؟
قال: لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه


7
الختامية .. تأمل !

جاء نفر من اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وآله فسألوه عن سبب تسميته (محمدا وأحمد)... فقال النبي صلى الله عليه وآله:
أما (محمد) فإني محمود في الأرض أما (أحمد) فإني محمود في السماء .

وفي حديثه صلى الله عليه وآله قال: " أتاني ملك فقال لي: أنت قثم " أي مجتمع، والقثوم:
الجامع للخير، ومن أسمائه صلى الله عليه وآله: النور، والسراج المنير، والمنذر، والنذير، والمبشر، والبشير، والشاهد، والشهيد، والحق المبين، وخاتم النبيين، والرؤوف الرحيم، والأمين، وقدم صدق، ورحمة للعالمين، ونعمة الله، والعروة الوثقى، والصراط المستقيم، والنجم الثاقب، والكريم، والنبي الأمي، وداعي الله، والمصطفى، والمجتبى، وأبو القاسم، والحبيب، و رسول رب العالمين، والشفيع المشفع، والمتقي، والمصلح، والطاهر، والمهيمن، والصادق، والمصدق، والهادي، ... الخ


عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفته.


07‏/02‏/2013

نون ..


- اين انت ؟ الاموات خرجوا من قبورهم  , الارض تتسع , في كل بقعة هناك ملاك او يتيم او غصن زاحف يضج بالثمر والدموع .. ما الذي تنتظره القطب الشمالي في ذوبانه وكل اهل الارض صارو من اهل اليمين
- انا قادم ..
- يا ايها الطلسمي متى ستأتي , الساعات القليلة تستعد للبداء , الكل ينتظرك
- هل حقا الجميع ينتظرني ؟
- اهي محاولة استفزاز , ام ان جهازك العصبي ترشح للشلل !
- هل .. هل ..  حقاً ان الربيع هناك وان قلبي سيزهر ؟ ( تساقط منه دمعة )
- هل هذا هو وقت البكاء !! ألن يتغير الشيعي حتى في تاريخ خلود الفرح ؟!
- هل حقاً ستبصره عيني الضريرة ؟؟
- كحل عينك بالنور وتعال
- .. لقد لمحت مرة ضياء يد موسى من القرآن فأردتني اسيرا مجروحا , فكيف فتنتي بنور وجهه ؟ ستتقطع الاشلاء على الاشلاء ولن يتجاوز ايماني منقار هدهد سليمان
- تعال ودع النور يُعمَدك !
- ان عيني مظلمة كجوف حوت يونس, كبئر يوسف , كغار حراء !
- هل تخشى الردى ؟
- لا وحق ما هشموا من رأس جده وضلع امه
- اذن كن له اسماعيل وسيكون لك ابراهيم , لا تطيل في الجدال وتعال اكسر الغلال حبا وهياما  واترك الجمال ينساب من عينك او من نحرك !
- ... ( بكاء )
- لا تبكي .. اسأله عن كل ما تريد , ألم ترغب بمعرفة لماذا ترك السامري سدى وضياعا ؟ ألا تريد ان تسأله ..
- ( مقاطعا ) لكنني سأحترق !
- ستكون ناره بردا وسلاما
- لكنني سأغرق !
- سيعطيك سفينة نوح
- لكنني سأتيه في بعدي واغترابي !
- سيجلبك البراق
- وجراحي ؟ وهذه الذنوب التي تلوي روحي ؟!
- ستحنيك الملائكة بتراب كربلاء .. ستنجو وتنجو ثم تنجو
- ماذا عساي ان افعل ؟ ماذا سأقول له , كيف سأضع عيني في عينيه الداميتين من البكاء على الحسين ؟
- ( بعد لحظات صمت وقد تغيرت نبرته  ) لقد كنت كثير الحزن والكآبة لغيبة امامك , لقد ظهر , اما خوفك فالامام سيعالجه بطريقته
- ماذا تقصد ؟ ( صوت طرق الباب .. )

يفتح المتحدث الباب , فيلمح الفردوس مبتسماً !

- هل هذا انت يا صاحب الزما  - وقبل ان يلفظ الحرف الاخير , يعانقه الامام المهدي , عناق الاب المسافر لابنائه الصغار , فترتسم " النون " وتكتمل الاية ...
 ن ,
    والقلم
           وما يسطرون ,
                    ما انت بنعمة ربك بمجنون ..


17‏/11‏/2012

العنصر الاستفزازي في الشعائر الحسينية


1
الموت يضفي السحر على الأشياء , الموت الصورة الأبلغ من الحياة .. أنت تقف الآن عند تجربة مصيرية هي محل اتفاق البشر ! الشك نال كل شيء , ولكن لا أحد يشك بأن الموت مصيرك ومصير من حولك , انظر لذرات فضولك كيف تتسابق لتقرأ او لتسمع آخر ما كتبه فلان ..  آخر ما تلفظ به فلان ثم استسلم للنهاية .. أنت لا تعرف فلان أبداً ولكنك تعرف مصيره تماماً , هو ذلك المصير الذي ينتظرك .. احساس بالهيبة و ضآلة هذا العالم .. انظر إليه .. أنه حقاً لا شيء , ركام من الطين الذي يفتقد اللزوجة , قد لُف بقماشٍ أبيض وسط حفرة , والجميع يعلم بأن الدود سيفتت لحمه . انت تعلم ذلك وهم يعلمون ذلك .. متى ستموت ؟ كيف ستموت ؟ .. لا ندري يا طعام الدود ولكننا جميعا نعلم بأنك ستموت ربما الآن وربما بعد قليل .

آخر ما يكبته الإنسان قبل الموت .. أكثر ما يحرك الشهوة بفطرتك , أنت جاهل وجهول ومتجهل , أما عند هذه فأنت لن تقاوم حاجتك للمعرفة , هل حقاً تريد ذلك , قد تصاب بشيء من الحسرة , ولكنك تحتاج إلى الراحة لمعرفة ما قاله ذلك الإنسان قبل مصاحبته لعزرائيل .

إذا كان آخر ماكتبه الإنسان العابر ينادي كل شغفك , فكيف لو كان هذا الإنسان بعيداً عن الدنيا قريب من الله , كان يعيش تجربة خالصة من العشق حتى صار بالفقة مرجعاً , أوليس الفقة غزل إنساني لجمال الله ؟

يقول التبريزي في وصيته : "اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم.
والآن حيث أنني موسد في قبري أو أن جنازتي محمولة على أيديكم، أيدي تلامذتي الأعزاء الذين بذلت جهودا مضنية من أجل توفيقهم ولسنوات طويلة لم أعرف فيها معنى للتعطيل ، فإن لدي نصيحة متواضعة، وأنا الذي سعيت طوال عمري أن لا أقدم نصيحة إلى أحد قبل أن أعمل بها:
يجب على جميع المؤمنين أن يدافعوا عن مسلمات المذهب الحق بأرواحهم وأنفسهم، وأن لايسمحوا بتاتا للبعض بتضليل وخداع عوام المؤمنين بإلقاء الشبهات عليهم، خصوصا في مسألة الشعائر الحسينية التي كان التشيع محفوظا بها.
إن حفظ شعائر أهل البيت عليهم السلام لهو حفظ لمذهب الحق مذهب التشيع، فلا تقصروا في ذلك لأنكم مسؤولون عنه.
إنني أوجه نصيحتي لتلامذتي الأعزاء أن يستعينوا بالتقوى الإلهية مع المثابرة والسعي، وأن يجدوا في أمر طلب العلم، وأن يضعوا رضا الله سبحانه وتعالى نصب أعينهم.
لم أكن طوال فترة عمري سوى طالب علم، وكنت – مثل أي طالب شاب - أقضي ليلي ونهاري في تحصيل العلم كي أتمكن من تقديم خدمة صغيرة وأبقي أثرا وكتابا من بعدي يستفيد منه الطلاب الأعزاء.
أيها الطلبة الأعزاء إن دفة هداية الناس بأيديكم فلا تقدموا على عمل يؤذي قلب صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) فهو ناظر على أعمالنا بإذن الله تعالى، وإنني ومن هذا المكان أطلب من ساحته المباركة أن يعفو عني إن صدر مني أي تقصير.
أيها الأعزاء إنني محتاج إلى دعائكم، وسواء كنت بينكم أو لم أكن فإنني لم أعقد قلبي على الدنيا لكي أتلكأ وأتردد في أداء وظيفتي، وحينما كنت بينكم كنت أعد نفسي خادما صغيرا، وأرجو من الله سبحانه أن تكون هذه الخدمة البسيطة موضع عناية ورضا أهل البيت عليهم السلام، فإن رضاهم رضا الله سبحانه وتعالى.
وأخيرا فإنني أؤكد على أمر حفظ الشعائر ، وحيث أنني راحل عنكم أيها الأعزاء فإنني محتاج إلى دعائكم وأستودعكم الله ربي العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

لماذا تنهي حياتك بذكر الشعائر ؟ وكيف الشعائر تحفظ المذهب ؟

2

يقول فقيه آخر وهو السيد محمد صادق الروحاني :
س: ماهو رأيكم بالنسبة للشعائر الحسينية بجميع اقسامها :
اللطم , البكاء , الضرب بالزنجبير , التطبير , موكب المشاعل , المشي على الجمر ونحوها؟
ج: باسمه جلت أسماؤه
الشعائر الحسينية اقوى سبب لبقاء الاسلام , وهي بجميع مصاديقها حسنة بل فوق الحسن والاستحباب .

نكرر السؤال : كيف تحافظ الشعائر الحسينية  على المذهب ؟

3
للشعائر الحسينية جوانب عديدة , منها :
- الطقسية التي تتكون هي اخرى من جوان مختلفة : مثل الرمزية والاتصال والتحول والاداء .. قد نتكلم في هذا الجانب لاحقاً
- الحزن .. قد نتكلم في هذا الجانب لاحقاُ
- الاستفزاز وهو ما سنتحدث عنه الآن

4
عندما طلب عم نبي الله ابراهيم من ابراهيم ان يبيع الاصنام بالسوق , اخذ ابراهيم ع يجرها في الاسواق وهو يصيح : من كان يريد إله لا ينفع ولا يضر فاليشتري هذا الذي عندي !
ثم اكمل دعوته المباركة بكسر اصنام القوم وتعليق الفؤوس

يقول الله تعالى : قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ..

والقرآن ايضا يحتوي على حالات استفزازية : تحقير اليهود و ابولهب.. وتحديه للبشر بأن يأتوا بآية !

يقول امير المؤمنين ع في الكافي ج 8 ص 32 :

" .. والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم أني صاحبكم والذي به أمرتم وأني عالمكم والذي بعلمه نجاتكم ووصي نبيكم وخيرة ربكم ولسان نوركم والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم وما نزل بالأمم قبلكم وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم، معهم تحشرون وإلى الله عز وجل غدا تصيرون، أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر وهم أعداؤكم لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق وتنيبوا للصدق فكان أرتق للفتق و آخذ بالرفق، اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.
قال ثم خرج من المسجد فمر بصيرة  فيها نحو من ثلاثين شاة، فقال: والله لو أن لي رجالا ينصحون لله عز وجل ولرسوله بعدد هذه الشياه لا زلت أبن أكلة الذبان عن ملكه.


5

قال رسول الله ص : " الإسلام يعلوا ولا يعلى عليه " ...
الذي يزعمه الاستفزاز القدرة على الهيمنة والاستيلاء , الذي يزعمه الاستفزاز هو التصريح بثقته العالية على النصر .. فأين مكمن الاستفزاز والهيمنة في الشعائر الحسينية ؟

الجواب :

أ - بقدرته الفائقة والجبارة على سلب انتباه البشر , لا يستطيع الانسان , مهما جاء من قوة و لا مبالاة بأن لا ينشغل بمثل رؤية هذه الشعائر .. : من ناحية الألوان : أسود واخضر واحمر .. من ناحية الشعارات : كلمات الرسول الاعظم ص والامام الحسين وانصاره .. من ناحية النحيب .. من ناحية الدموع .. اللطم .. التطبير .. الايقاع الصوتي .. الخ

لقد كان علم التسويق بكل جهوده يبحث عن هذه المرحلة الاولى : كيف اجذب انتباه الناس لسلعتي .. الشيعة ببركة ائمتهم يتصدرون قائمة الدعوة والتسويق لعقائدهم :)

ب – بسيطرته المميزة على ذاكرة الانسان , فبعض ان يتلقى المتلقي هذه الجرعات الشعائرية , تتجذر في ذاكرته , فتتجلى ابعاد حفظ الشيعة لمظلومية ائمتهم عليهم السلام من النسيان والذبول

ج – زراعة التساؤل في حياة الانسان : من هم الشيعة ؟ لماذا يفعلون ذلك ؟ ما الذي جرى في كربلاء ؟ ..

يقول الشيخ حسن مكي العاملي تقريرا لدروس الشيخ جعفر السبحاني في كتاب الإلهيات على ضوء الكتاب والسنة والعقل ص 7 :
بعبارة ثالثة: لم تزل الأَسئلة الثلاثة التالية عالقة بذهن الإِنسان منذ أَنْ عرف يمينه من يساره، و هي:
1ـ إِنَّه من أَين؟
2ـ و إلى أَين؟
3ـ و لماذا خُلِق؟.
"عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم وبريد العجلي قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام لحمران بن أعين في شيء سأله: إنما يهلك الناس لانهم لا يسألون " .

"عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن هذا العلم عليه قفل ومفتاحه المسألة " .

يقول برتراند رسل في كتاب حكمة الغرب ج 1 ص 18 ترجمة الدكتور فؤاد زكريا طبعة عالم المعرفة 1983 :
 " تبدأ الفلسفة حين يطرح المرء سؤالاً عاماً . وعلى النحو ذاته يبدأ العلم "

في لقاء صحفي مع الفيلسوف مارتن هايدجر , سألوه ما هي مشكلة البشر اليوم ؟
فأجاب : انهم لا يسألون لماذا هم في هذا الوجود !



لكثرة  الاسئلة تجد المذهب الشيعي حي ومتجدد وحيوي , فهو دائما محل جدل !

6

أ + ب + ج = الحجة

7

لماذا يعد نيتشه من اشهر الفلاسفة على مر التاريخ ؟

يجيب نيتشه :
عرف قدري. ذات يوم سيقترن اسمي بذكرى شيء هائل رهيب، بأزمة لم يعرف لها مثيل على وجه الأرض، أعمق رجّة في الأرض، أعمق رجّة في الوعي... فأنا لست إنساناً، بل عبوة ديناميت.


 الرجال الذين سيولدون بعد الممات سيسوء فهمهم أكثر من المطابقين لعصرهم، لكنه سيسمع إليهم بصفة أفضل . ولنقلها بأكثر صرامة : لن يُكتب لنا ان نُفهم البتة , من هنا ستكون سلطتنا

8
كان الحسين سؤال الله تعالى لعباده , ولازلت ملائكة السماوات تنتظر الاجابة


الهامش :
الحسين وتحطيم حجاب الانا 
http://m7mdi.blogspot.com/2012/06/blog-post.html

ذبيح الولاية
http://m7mdi.blogspot.com/2010/12/blog-post_12.html


twitter : @m7mdi_1
 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن