22‏/04‏/2010

المعرفة المخنوقة

الاقتباسات :


" ستحدد الهدف من وضع الكاتب على غاية ذات بعدين :

البعد الأول تقديم معرفة منتظمة بالجهود المبذولة خارج العالم العربي وهي جهود ليس لها نظير في ثقافتنا النقدية ... وخاصة بعد التطور الكبير الذي عرفته الدراسات اللغوية و اللسانية الحديثة , وهو ما لم يحدث في ثقافتنا بسبب غياب أي اهتمام بالسرد في النقد القديم "

حميد لحمداني في : بنية النص السردي من منظور النقد الادبي , ص 5

**

" لم يمد أهل العالم العربي نهضتهم إلى العلوم الألسنية ولم يتناولوها بما تناولوا غيرها من تجديد يبعث الحياة فيها ولم يعالجوها على ضوء مبادئ العلوم الحديثة ليبعدوا عنها ما اشتهرت به من قصور ... إن فائدة كتب اللغة العربية التقلديية محدودة لأن آراء الفلاسفة والعلماء الكلام والمنطق تشوبها ولأنه مضى على وضعها زمن طويل أحل فيها السقم والعقم فتقدم العلوم عامة و العلوم الألسنية خاصة أتاح للباحثين فرصة اتباع طرق عملية جديدة .. "

الدكتور ريمون طحان في كتاب الألسنية العربية ص 11

**

" لا شك أن ما توصل إليه اللغويون العرب القدامى يُعد اسهاماً مهماً . الا انه لا يعني ان العرب قد انتهوا من هذا العلم . وانهم لم يبقوا فيه مزيدا لمستزيد . ومن هنا تبدو محاولات بعض التراثيين الجدد في رد كل شيء الى اقدمينا . والرهنة على اسبقية العرب هي محاولة ساذجة. نظرا للفروق الحضارية الهائلة بين الماضي و الحاضر "

محمد عزام – التحليل الألسني للأدب . ص123

**



لو كنا سنعيش لنرَ علماً بعنوان : " المدخل إلى علم الجهل " , لرأينا الفصل الأول يتكلم عن الجهل و علاقته باحتكار المعرفة , تماماً مثلما فعلت الكنيسة في أحد عصورها , وتماماً كما يفعل البعض من احتكار المعرفة بالمسجد أو الحوزة أو الحزب .


تتكلم عن اكتشافات الغرب للعلوم التجريبية .. فيرد عليك كل ذلك موجود في الإسلام !
تتكلم عن تفوق مناهج النقد الأدبي كما أشرنا فيقول لك : لولانا لم يصلوا لذلك !
تسمع أحدهم يتكلم عن نظريات علم النفس , حتى تراه يلوي عنق كل النظريات ليقول أنها في تراثنا !

مشكلة هؤلاء تحوم حول مفهوم الكمال , فيظن بأن أي نقص معرفي لديه يكون كقنبلة موقوتة تهدد بتدمير تراثه .

وهذا التصور جاء أيضا لجهله بنفسه كإنسان , وجهله بتراثه وتراث الآخرين .

نستعرض الآن ما ذكره أحد المعممين الأخبارين في رده على سؤال عن أول من كتب في علم الأصول :

" فالمسلك الأصولي اساسه المحاكاة البغبغائية والسطحية والتقليد الأعمى وهي السمة الغالبة على منطقهم ونهجم الخاوي وفي الوقت الذي يزعمون فيه التحرر من التقليد والتربع على عرش التدقيق واعمال ذروة قوة الفكر والنظر والاجتهاد والغور في المباحث العقلية الصرفة وضمن المصطلحات الفلسفية والمنطقية المستسلقة والمستقاة من الفكر اليوناني البعيد كل البعد عن شريعة الاسلام الخاتمة "

علم أصول الفقه مرتبط بالفكر اليوناني من جانب علم المنطق , وبعض الأبحاث الكلامية , لذلك يُدرس المنطق كتمهيد لعلم أصول الفقه .

فالمنطق علم يهتم بقواعد الفكر السليم , ولعلماء المسلمين مثل الفارابي دور جلي في إثراء هذه المباحث مثل " التصور و التصديق " .

فلماذا لا يكون لأصحاب هذا الفكر أبحاث العلمية في ركاكة العلوم المنطقية بدلاً من الاعتماد على الادعاءات والألفاظ الرنانة ؟
الجواب : ربما لأن الخطوة الثانية في : " المدخل لعلم الجهل " يكون في عدم القدرة على مراعاة الأسس العلمية !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن