12‏/12‏/2010

ذبيح الولاية



العشق : العشق بكافة أشكاله مرحلة ترتطم بالتفكير , فتسقط اللغة مكسورة , لذلك استخدم الإنسان في طوال تاريخه البكاء ليوصف العشق والكسر , لكن حين تعشق الحسين فأن اللطم والتطيير هو وصف لانكسار العشق وعشق الانكسار ..

الوجود :
الحسين وهو -ميت جسديا - يحيى قلوب الملايين بقيم السماء . فكيف لو كان حياً بجسده ؟ . باختصار من الصعب إثبات أنه ميت لأن الإسلام لا يموت , وان حياة الحسين لا تختزل كحياتنا في أجسادنا بل هو نافخ الروح في الوجود , وكربلاء تشهد

المشيئة :
نبي الله إبراهيم أراد ذبح ابنه إسماعيل , فلا منطق يعلو منطق الرضا بمشيئة الله , لذلك كان الحسين هو الحجة الأبلغ في شرح الإسلام : التسليم لكل ما يريد الله

الخوف :
عندما ضمن ابن زياد قلوب أصحاب السلطة في الكوفة بأمواله . بث الرعب في قلوب عامة الكوفيين .. فخاف الأول ضياع الفرصة , وخاف الثاني عقاب السلطة , ولم يخف أحدهم الله . لذلك جهنم مزدحمة بالخائفين

البصيرة :
أطفال ونساء ألهبهم العطش فاستغاثوا بالعباس .. وفي كفاحه لإرواء ضمأهم .. قطعوا يديه .. وأغرقوه بالسهام حتى عينه ,.. فسقط من خيله بعد ضربه على رأسه وهو يقول : السلام عليك يا حسين .. لأن البصيرة لا تشترط الوقوف و حسن الظروف وعين سليمة , بل هي بحاجة فقط إلى قلب طاهر

العزة :
المذلة تبدأ من الداخل .. هكذا شعروا وهم ينصتون لخطبة زينب في مجلس يزيد , زينب التي غطوا ثيابها ببقع الدم , فغطتهم برمال العار

انسحاب :
أي جدال صار بين السيوف حين سمعت الشاعر يقول على لسان الحسين : إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ؟
لسنا ندري .. المعلوم اليوم بأن السيوف انسحبت كثيراً من الحياة , أمام البارود

دموع :
كربلاء مقدسة لانها مسيجة بأضلاع ثلاث من دمع : الأول بكاء الحسين على أعدائه , الثاني بكاء ألأعداء الحسين على الحسين , الثالث  بكاء خيل الحسين على الحسين من أعدائه

العاقبة :
مثلما  يبدأ النمو بالبذرة , فأن حسن العاقبة يُورث من العمل الصالح , بماء المعرفة , لذلك اهتدى الحر ين يزيد الرياحي في اللحظة الأخيرة  وضلَّ غيره , أولم يقل لهم الحسين : فقد ملئتم قلوبكم من الحرام وطبع على قلوبكم ؟ . فانظر لعملك اليوم لئلا تقف ضد المهدي غدا . أوليس الصبح بقريب ؟

 عاطفة :
ليست العاطفة ما يقلل من قيمة المرأة , بل ما تتعاطف معه , ذلك الدرس تعلمناه من عظيمة تدعى أم وهب حملت عاموداً لتقاتل به جيشاً كاملاً , بعد ان سمعت الحسين يقول : واقلة ناصراه .. . فكانت أول شهيدة في يوم عاشوراء

شغف :
- وخرج الغفّاريان فقالا للحسين السلام عليك أبا عبد الله إنا جئنا لنُقتل بين يديك وندفع عنك .

فقال : مرحباً بكما واستدناهما منه فدنوا وهما يبكيان ، قال : مايبكيكُما يا ابني أخي فوالله لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريرِي العين قالا : جعلنا الله فداك ماعلى أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ، ولا نقدر أن ننفعك . فجزّاهما الحسين خيراً فقاتلا قريباً منه حتى قتلا.
- ودنا منه حبيب وقال : عزَّ عليّ مصرعُك يامسلم أبشر بالجنّة.
فقال مسلم بن عوسجة بصوت ضعيف : بشّرك الله بخير يا أخي ياحبيب ثم قال : حبيب : لو لم أعلم أني في الأثر لأحبَبتُ أن توصي لي بجميع مايهمك . فقال له مسلم : أوصيك بهذا ، وأشــــار الى الحسين بن علي أن تموت دونه . فقال : أفعل وربّ الكعبة وفاضت روحُه بينهما
ووقف جون مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه ، فقال : يا جون إنما تبعتنا طلباً للعافية ، فأنت في إذن مني فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدّة أخذلكم ! 
 
زوال :
إذا أدرك الإنسان بأن الدنيا هي دار الزوال فقد تعطر بعطر هاني بن عروة , فإذا اتجه نحو الخلود فقد اكتسى بثوب مسلم بن عقيل , فإذا حمل لواء القضية فقد تتلمذ عند العباس , فإذا ختم حياته وهو يقول : السلام عليك يا حسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك , فقد عبدالله حق عبادته  وأوفى اليقين

حلم الأنبياء   :
اجتهد جيش ابن زياد في صناعة حالة التصحر بالنفس الإنسانية عبر دفعها نحو الشهوات في دنيا رجائها منقطع , بينا اجتهد الحسين وأصحابه لنشر راية الربيع تحت شمس الحجة , فكان الحسين وأصحابه بحق نموذج الذي حلم به الأنبياء

مظلومية :
متون كثيرة تزدهر حين نلخصها و لكن مع ملحمة كربلاء الأمر مختلف , فأن أي محاولة تلخيص هو ظلم بنحو أو بآخر

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

عشقت تلك المعاني التي ذكرت بها بأن الموت يأخذ منا أجساد من نحب ولكن أرواحهم وأفكارهم ومناهجهم لازالت تحيا بسلام....

دمت بود

أحمد محمدي يقول...

شكرا لكِ يا امنيات

Safeed يقول...

الحسين عليه السلام أبجدية
لا زلنا في الـ(أ) منها ..
سلامٌ عليه وعلى الشهداء بين يديه.
آجركم الله.

Amwaj يقول...

فعلا الحسين ميت جسديا لكنه حي في قلوب الملايين

دائما مبدع يا أحمد
ويبقى لقلمك رونق خاص :)

أحمد محمدي يقول...

صدقت يا سفيد . مأجور
شكرا يا امواج , نستمد ابداعنا منكم . مأجورين

الموسوعة الحرة يقول...

السلام عليكم...
عظم الله اجورنا جميعا بذلك المصاب الجلل...لقد كانت اعظم ثورة انسانية هزت العالم ومازالت...
دمت بخير...

صفحات مُلطخّة بحروفي يقول...

السلامُ عليكَ يا ابا عبدالله الحُسين ،
كُل ما يُكتب عن شهداء كربلاء ،
يبقى قليلاً يُقال بحقهم ..
لكنّك فعلاً أبدعت ..

إرسال تعليق

 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن