07‏/08‏/2011

ألس في بلاد العجائب .. تحليل

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة الفلم :
1
تنهض ألس من النوم لتخبر والدها بأنها حلمت بحيوانات ناطقة , يخبرها أبوها بأن المجانين هم الأقرب للصواب ( ويبد أنه رجل علم ) وأن عليها الإيمان بأحلامها

2
يبدأ المشهد الثاني و ألس شابة , تصل إلى حفل لتلتقي بخطيبها المفترض , بعد سيل من الضغوطات العائلية للقبول به , وهي لاتريد ذلك , فيتم الاشارة الى امرأة مختلة عقليا تهلوس بأنها في انتظار عشيقها

3
يعلن الخطيب المتغطرس امام الملأ بأنه يطلب يد ألس للزواج , فتلمح ألس الأرنب الذي كان يظهر لها في أحلامها , فتتبعه لتسقط في حفرة

4
في الحفرة تخبر المخلوقات ألس بأنها الشخصية الموعودة لتحقيق نبوءة النصر على الروح الشريرة , يتم خطف أحد أصدقائها فتستعد لانقاذه , فيقال لها بأن النبوءة تحتم صراع الملكة الشريرة , وان محاولتكِ هذه قد تتلف حياتكِ وهي نقيض ما خطه القدر , فتصرخ ألس بأنها من تخط قدرها

5
تنجح ألس في انقاذ أصدقائها وتنتصر على الشر , فتخرج من الحفرة , وترفض الزواج !

التحليل :

يتبنى الفلم معطيات الفلسفة الوجودية التي بدأت مع الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر
http://faculty.washington.edu/kendo/heidegger.jpg

يقول هايدغر بأن الانسان " يُقذف " لهذا الوجود , فيرى بأنه ببشرة معينة , باسم معين , بمجتمع معين , وعليه واجبات مفروضة مثل الذهاب للمدرسة للوظيفة الخ , وبعد كل هذه الواجبات يشعر الانسان بأن الحياة مجرد مسرحية مكتوبة وليس عليه الا ان يؤدي دوره , وهنا يشعر الانسان بـ " العدم " / " اللامعنى " وان حياته ملك للاخرين .. وعند هذا الشعور يواجه فكرة الموت التي تتصل به جذريا , فيخرج اعظم سؤال في تاريخ البشرية : " لماذا انا موجود ؟ " ومع فكرة الموت تتحرر ارداة الانسان ووعيه لاعادة صياغة مصيره , ويصل لمرحلة خالصة في التنوير حيث يختار ما يريده هو لا ما يريده الاخرون منه .

نجد في ألس بأنها تعيش أزمة وجودية , فالمجتمع / قبيلة : جماعة / الطائفة / عائلة / أصدقاء . يريدها كما يشتهي , فيرغمها على الزواج ممن تكره . وفي حال رفضها , فأن العقوبة الاجتماعية في انتظارها في عدم تقبلها كما حدث للمرأة التي تنتظر عشيقها ,
كادت ألس أن تسقط في هذا الوحل , وتتحول كبقية " القطيع " الذي يسير وفق سياط العادات والتقاليد في درب اللامعقول ..
وهنا يخرج النداء الفطرة الاصلي برمز الارنب الذي يهمس : ايها الانسان كن انت !
تتبع الس صوتها الداخلي حتى تسقط في الحفرة أي تغوص في نفسها , وهناك تبدأ المعركة الحقيقة لتغير مصير الانسان وتحديد قدره , وتنجح , وتكتسب اعظم صديق في الحياة هو ان يصادق الانسان نفسه وترفض الزواج من السياق الاجتماعي الذي يريد صهر ذاتها في مؤسسة لا تحترم حرية الانسان

وشكرا

هناك 10 تعليقات:

كوكتيل يقول...

كل عام وانت بخير اخوي احمد :)

تحليل جميل جدا وواقعي لابعد الحدود :)

فعلا كثير من المرات يحس الانسان بضغوطات الاخرين من حوله تجبره للانسياق لرغباتهم ولكن كل ما كان الشي مصيريا اكثر زادت ارادت الانسان باختيار مصيره بنفسه ورسم خط حياته بنفسه لا باقلام الاخرين :)

شكرا استمتعت بالقراءة :)

نور يقول...

مساؤك خير وبركة

ذهلني التحليل
سأغادر أحرفك لكن ستبقى هذه الجملة معي ، لن تغادرني " اعظم صديق في الحياة هو ان يصادق الانسان نفسه "

أشكرك

كريمة سندي يقول...

تحليل موفق وموضوعي جدا .. الإلتزام يبدأ من النفس ثم ينتقل للآخرين

غير معرف يقول...

شاهدت ما تتكلم عنه ..

والتحليل أقل ما يقال عنه بأنه رائع , ويعطي لما شاهدنا جمال مختلف ..
ومحاولة للإرتحال حيث كل مشهد ومعنى له ..
يجعلنا ننظر بعمق لحقيقة ما يجري أصلاً , فتلك هي الحقيقة ..

أحببت جداً " أنها حينما سقطت في حفرة غاصت في نفسها " فنحن حقاً بحاجة أن نقع كثيراً في مثل هكذا حُفر .. حتى نصل للحقيقة التي نبحث عنه .. للكنز الذي يكمن في داخلنا لكننا نغفل عنه , بل بمعنى أصحَ .. المجتمع يحاول أن ينسينا أياه , ويجعلنا في كثير من الأحيان نعتقد بأننا " لا نحوي شيء ذا أهمية " في عمقنا ..

شكراً لك ..

pen seldom

Unknown يقول...

رمضان كريم أخي أحمد .. جعلتني أعرف بمجال لم أراه من قبل .. جزاك الله خيرا

حسين المتروك يقول...

مبارك عليكم الشهر،
موفّق في هذا التحليل .. ونظرة راقية ..
حُريّة الإنسان مطلب عالمي والعالم مُختزل في شخصياتنا ..

ترانيم العشق يقول...

جميل أن نبحث عن الفائدة في كل شيء
شكراً لك..

غير معرف يقول...

الشكر لكم أخوي أحمد على هذه المعلومه والتحليل
كنت أتوقع القصة للأطفال ولتسليتهم لا أكثر

غير معرف يقول...

كلامك جميل جدا صحيح اعظم صديق للا نسان ان يصادق الانسان نفسة

غير معرف يقول...

جميلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل

إرسال تعليق

 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن