1
احب الضياع , التشرد يخلق لي منزلٍ بكل مكان , ما أن يسمو المرء على تعلقاته , يعاديه البرد وان كان عارياً , لأن كل معنى ينبثق من حوله يغنيه عن النار والمعاطف
2
من لليتيم إذا ضاع ؟ أنه أنت لأنك تعرف اخلاص اليتيم في الشكر , ومبالغة الوحيد بالامتنان
3
البنيوية بمناهجها , ارادت اكتشاف المنازل في - بيت الإنسان - النصوص , لعلها تشعر بأن في العقل أسى , لعله يتيم أيضا حين يغيب عنه الوحي ..
فقالت ان بداية الفهم يكون بعنوان النص
أنه الظاهر الذي يصافح العين , أنه محال التجاوز : قاعدة بحجم الحس , يحيط حدود الادراك .
على سبيل الشاعرية ..
كانت التهم المجنيقية تتطاير كالنوراس : حدةٌ وتناغم ..
فأهل الظاهر يرون أن نقطة الباء عندهم تبدأ بالرحمة , " الظهور " رحمة : " أركن للظاهر , تسلم , هل تحتاج أكثر من أن تُرحم يا يتيم " ؟
بينما أهل الباطن يرون أن نقطة الباء عندهم ب البلاء , هناك دائما بُعد و أبعاد , تستنهض بالإنسان مسيرة التكامل وشغف الوصول
ذلك الخلاق هو الذي رأى في البلاء رحمة وفي الرحمة بلاء , فكان العشق وهل العشق سوى الخطيئة والغفران ؟
4
على سياق الرحمة ..
يهبك الظاهر , اسم النبي , ولاسمه بنية من العشق , تظهر وتغيب , فهي الواحدة لكنها تجمع الكثرة ..
الوحدة :
محمد / أحمد
الكثرة :
وردت في الرواية بأن اسمي في السماء أحمد , وفي الأرض محمد
وتنقل رواية بأن آمنة بنت وهب عليها السلام رأت في المنام ان تسمية بذلك
يقول الامام الرضا في مناظرته مع احد النصارى :
ثم قال: أليس في كتاب اشعيا: يا قوم اني رأيت صورة راكب حمار لابساً جلابيب النور ورأيت راكب البعير ضوءه مثل ضوء البدر ثم قال: يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى إني ذاهب إلى ربكم وربي والبارقلطيا ( أحمد ) , بعدي جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له وهو الذي يفسّر كل شيء وهو الذي يبدي فضائح الأمم ويكسر عمود الكفر؟
انهما مشتاقات " الحمد " , نحن بقرب الفاتحة و لعل الفاتحة هي كل شيء ..
5
الفاتحة من الرحمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الى ارتدادية الحمد ( الحمدلله رب العالمين ) , العدالة في أن من يهبك تعطيه , السوء كل السوء في ايقاف الحركة لانها سمة الحياة – الحياة تبغض السكون وتخاصمها طوال أنفاس الكائنات ... لك ان تتصور كراهية المطر لأرضٍ لا تنبت , هذه " القاحلية " في قلة شكر , أبعدت النعم لكهوف المنفى ..
القاحلية هتك للوجود , اجرام منطم بحق التكامل , انزياحُ شنيع وارتباك مريع ,, أيها الانسان سل تعطى !
يقول العلماء ان الحمد الصورة الأشمل للشكر و أن الحمد اسم مختص بالله .. هل كان النبي محمد شيء مختص تماماً بالله ؟
6
عاش رسول الله ص طوال حياته يشعر بالآلام في قدمه , كان متورم القدم , ويبدو أنه كان يتعمد عدم اظهار الألم في مشيته.. الاسم علامة , صار الجسد كله دلالة وحمد ...
لقد وضع رسول الله علامة الشكر لله في قدمه , حيث أساس الحركة والحركة هي الحياة , كأنه اراد ان يقول:
هات الألم فكل جسدي هالك إلا وجهك
عائشة: إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟!
الإمام الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله، لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة، ألا أكون عبدا شكورا؟! قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم على أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه وتعالى: * (طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) *
# كلهم نور وهو أولهم في الشكر :
وأتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب:
إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه، ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه، أذاب نفسه في العبادة.
فأتى جابر إلى بابه واستأذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا بن رسول الله أما علمت أن الله إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟! فقال له علي بن الحسين: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له:
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.
# لقد كان حامدا شكورا في كل أحواله ..
نِعم الله لا تعصى , الشكر في محمد لا يحصى .. الحياة كلها نعمة , حياة النبي كلها شكر
جرب ان تستشعر النعمة في كل ما حولك , جرب ان تنظر ان كل ما حولك عطاء من الله قل شكرا شكرا شكرا .. كن محمدياً لدقائق
رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وكان يقول إذا ورد عليه أمر يسره -: الحمد لله على هذه النعمة، وإذا ورد عليه أمر يغتم به قال: الحمد لله على كل حال
الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في سفر يسير على ناقة له، إذا نزل فسجد خمس سجدات، فلما أن ركب قالوا:
يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه؟ فقال: نعم، استقبلني جبرئيل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عز وجل، فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة
هشام بن أحمر: كنت أسير مع أبي الحسن (عليه السلام) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا، فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته، فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟! فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي
# و تتداخل الأمواج ..
قصص الأنبياء: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى اشكرني حق شكري، فقال: يا رب كيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ فقال: يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني
الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في المناجاة -:
فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر إلى شكر؟! فكلما قلت: لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول: لك الحمد
# فما حقيقة ما كان يشعر به رسول الله اتجاه الله ؟ :
الإمام زين العابدين (عليه السلام): إني أكره أن أعبد الله لا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع المطيع، إن طمع عمل وإلا لم يعمل. وأكره أن أعبده [لا غرض لي] إلا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل، قيل له: فلم تعبده؟
قال: لما هو أهله بأياديه علي وإنعامه
7
الختامية .. تأمل !
جاء نفر من اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وآله فسألوه عن سبب تسميته (محمدا وأحمد)... فقال النبي صلى الله عليه وآله:
أما (محمد) فإني محمود في الأرض أما (أحمد) فإني محمود في السماء .
وفي حديثه صلى الله عليه وآله قال: " أتاني ملك فقال لي: أنت قثم " أي مجتمع، والقثوم:
الجامع للخير، ومن أسمائه صلى الله عليه وآله: النور، والسراج المنير، والمنذر، والنذير، والمبشر، والبشير، والشاهد، والشهيد، والحق المبين، وخاتم النبيين، والرؤوف الرحيم، والأمين، وقدم صدق، ورحمة للعالمين، ونعمة الله، والعروة الوثقى، والصراط المستقيم، والنجم الثاقب، والكريم، والنبي الأمي، وداعي الله، والمصطفى، والمجتبى، وأبو القاسم، والحبيب، و رسول رب العالمين، والشفيع المشفع، والمتقي، والمصلح، والطاهر، والمهيمن، والصادق، والمصدق، والهادي، ... الخ
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفته.