18‏/10‏/2011

أنشودة النرد .. في الصحافة


الوطن : «أنشودة النرد»… حلقت بالجمهور في أجواء طقسية من طراز خاص
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=145683

الانباء : 
«أنشودة النرد».. عمل مسرحي متكامل
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMNEW/templates/art2010.aspx?articleid=235807&zoneid=15

النهار : «أنشودة النرد».. تعانق الروح والجسد
http://annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=296651&date=19102011

السياسة : "أنشودة النرد"... عندما تتحول اللعبة إلى حرب طاحنة
http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/161138/reftab/36/Default.aspx

جريدة الجريدة : أنشودة النرد عرض مسرحي متكامل ومتناغم
http://aljaridaonline.com/2011/10/19/12383276/

الشاهد : أنشودة النرد
http://alshahed.net/index.php?option=com_content&task=view&id=73971

الراي : «أنشودة النرد»... مفاجأة التناغم بين الشكل والمضمون


02‏/10‏/2011

هل تشتريني ؟




فقير وطمعي لغناك يوصلني
لسكة القطار
انتشي بحقائب المسافرين
واهتف للعائدين
هذه بضاعتي فحملوني 
فيستقر الحنين 
بسبع سماوات وجفوني
نحوك شاخصة للنهار


هل تشترين بضاعتي ؟ اقولها لزرقاء العينين , وخضراء العينين , وسوداء العينين , ألوان ألوان والنظرات واحدة وفقري يتحدث بكل اللغات


اشتريني , فاني سهل الطباع , لا ارتدي قناع , وحيد وحيد وفيكِ سيجدوني نجمة تائهة ويقين 


اشتريني , فأبي اسوء من كل الحكومات , وامي تذكرني بمنافها , واخوتي رموني في البئر فلم اجد تأويل يوسف ولا عمى يعقوب


انظف حذاءك .
 فاليسلم يومي هذا من الجوع ,

لو تدري كم لبث الجوع فيه لاحترت من تاريخي ...
احترتَ كما تحتار حين يرمي القطار نفسه في البحر او توصلك التذاكر الى حيث لم تحتسب 


انظف حذائك .
 فقط حدثني عن مسيرة المطر في بلادك 

فبصدري حلم السماء
وحولي ما من احد 


سيدي دعني اشعل سيجارتك بيتمي
وامتع اطفالك بحكايا البارود 


انا كل شيء :
, مهرج , داعية , فيلسوف , عاشق , ومستقبل حزين ينتظر ضحك اطفالك

انا بوصلة تشير لعيني زوجتك
انا بائع 
انا السلام 
انا حساء لذيذ بوعاء متسخ
انا لا شيء !
سوى
ظل لجسد زوجتك الجميل



يرحل القطار
ويشغلني الصمت بعد  اصوات الضجيج
ارى العمر سكة ناحلة
خيبات, بحجم الخليج
ولا يهزمني الجوع او جراحات تهيج
فهل تشتري امنياتي يارب
وتجعلني وردة بين المروج ؟

22‏/09‏/2011

خبر

26‏/08‏/2011

الحب


بسم الله الرحمن الرحيم

-1-

من دعاء لزين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام : " الهي لو قرنتني بالاصفاد , ومنعتني سيبك من بيد الاشهاد , ودللت على فضايحي عيون العباد , وامرت بي الى النار , وحلت بيني وبين الابرار , ماقطعت رجائي منك , وماصرفت تأميلي للعفو عنك , ولا خرج حبك من قلبي , انا لا انسى اياديك عندي , وسترك علي في دار الدنيا , سيدي اخرج حب الدنيا من قلبي ... "

من هنا بدأت الحكاية الحب , حين سألت نفسي احقاً استطيع ان اقول وانا في النار بأنني احبك يا الهي ؟
من هنا بدأت اتأمل الحب ما هو ! ولماذا وضع النبي ( ص)  أجر كل رسالته في حب أهل بيته كما ذكر في القرآن  : لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي !
وما علاقته في الايمان : لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه

**

يبدو لي بأن عبارة " سيدي اخرج حب الدنيا من قلبي " منسجمة مع نواميس الحياة , في مشهد الضدية , حيث يتولد المعنى . فمعرفة ابليس قادتنا لمعرفة الشر فأدركنا الخير , كما يدرك المرء الظلام من النور والعكس , فالأشياء تُعرف بضدها

لا إله إلا الله . في هذه العبارة تجسد مشهد الحياة , فمن " لا " النفي , تنطلق دلالة الثبوت , بوحدانية الله ..

فاذا كان الحب من صميم الوجود فهو يشترط الكراهية لاتمام المحبة السلمية , فحين تريد ان تحب الله عليك بلعن ابليس , وحين تريد حب موسى عليك بلعن فرعون , وحين تريد ان تحب ابراهيم عليك بلعن نمرود : ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) ..( .. حبب إليكم الإيما وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون )

يقول الإمام جعفر الصادق (ع) : طلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض أهل المعاصي ( قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة و البغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ..)

- 2 - 

يقول الامام زين العابدين في فقرة أخرى من الدعاء :" يا حبيب من تحبب اليك ويا قرة عين من لاذ بك وانقطع اليك انت المحسن ونحن المسيؤون فتجاوز عن قبيح ما عندنا بجميل ماعندك "

يقول تعالى : قل ان كنتم تحبون الله فابتعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم 

الله اشترط الحب بالعمل , ومن ملازمات اي عمل منطقيا هو " الظهور "  , وهذه احد اهم علامات الحب بين البشر . تهادوا تحابوا بالحديث , فالحب القلبي عليه ان يظهر بالجوارح , والعكس صحيح 



 – إظهار الحب بالعمل = اللقاء :
قال أمير المؤمنين علي عليهم السلام : لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم ع أهبط الله ملك الموت فقال : السلام عليكم يا إبراهيم قال: وعليكم السلام يا ملك الموت أداع أنت أم ناع؟ قال: بل داع يا إبراهيم فأجب قال إبراهيم ع فهل رأيت خليلا يميت خليله؟ قال: فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال: إلهي سمعت ما قال خليلك إبراهيم.فقال الله جل جلاله: يا ملك الموت اذهب إليه وقل له:هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه
إن الحبيب يحب لقاء حبيبه.

 – إظهار الحب بالعمل = السير :
فيما أوحى الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) - : يا داود من أحب حبيبا صدق قوله ، ومن رضي بحبيب رضي بفعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومن اشتاق إلى حبيب جد في السير إليه


- اظهار الحب بالعمل = تبليغ وتذكير
قال الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عز وجل لداود ( عليه السلام ) : أحببني وحببني إلى خلقي ، قال : يا رب نعم أنا أحبك ، فكيف أحببك إلى خلقك ؟ قال: اذكر أيادي عندهم ، فإنك إذا ذكرت لهم ذلك أحبوني
 .

- 3 -
تُرى لماذا يحبنا الله ؟


يقول الطبطبائي في تفسير الميزان ج1 صفحة 411:

.. لما كان الحب تعلقا وجوديا بين المحب و المحبوب كانت رابطة قائمة بينهما فلو كان المعلول الذي يتعلق به حب علته موجودا ذا شعور وجد حب علته في نفسه لو كان له نفس واستقلال جوهري.
ويُستنتج من جميع ما مر: أولا أن الحب تعلق وجودي وانجذاب خاص بين العلة المكملة أو ما يشبهها وبين المعلول المستكمل أو ما يشبهه، ومن هنا كنا نحب أفعالنا لاستكمالنا بها ونحب ما يتعلق به أفعالنا كغذاء نتغذى بها، أو زوج نتمتع بها، أو مال نتصرف فيه، أو جاه نستفيد به، أو منعم ينعم علينا، أو معلم يعلمنا، أو هاد يهدينا أو ناصر ينصرنا، أو متعلم يتعلم منا، أو خادم يخدمنا أو أي مطيع يطيعنا وينقاد لنا، وهذه أقسام من الحب بعضها طبيعي وبعضها خيالي وبعضها عقلي.

وثانيا: أن الحب ذو مراتب مختلفة من الشدة والضعف فإنه رابطة وجودية - والوجود مشكك في مراتبه - ومن المعلوم أن التعلق الوجودي بين العلة التامة و معلولها ليس كالتعلق الكائن بين العلل الناقصة ومعلولاتها، وأن الكمال الذي يتعلق بواسطته الحب مختلف من حيث كونه ضروريا أو غير ضروري، ومن حيث كونه ماديا كالتغذي أو غير مادي كالعلم، و به يظهر بطلان القول باختصاصه بالماديات حتى ذكر بعضهم: أن أصله حب الغذاء، وغيره ينحل إليه، وذكر آخرون: أن الأصل في بابه حب الوقاع، وغيره راجع إليه.

وثالثا: أن الله سبحانه أهل للحب بأي جهة فرضت فإنه تعالى في نفسه موجود ذو كمال غير متناه وأي كمال فرض غيره فهو متناه، والمتناهي متعلق الوجود بغير المتنا هي وهذا حب ذاتي مستحيل الارتفاع، وهو تعالى خالق لنا منعم علينا بنعم غير متناهية العدة والمدة فنحبه كما نحب كل منعم لإنعامه.

ورابعا: أن الحب لما كانت رابطة وجودية - والروابط الوجودية غير خارجة الوجود عن وجود موضوعها ومن تنزلاته - أنتج ذلك أن كل شيء فهو يحب ذاته، وقد مر أنه يحب ما يتعلق بما يحبه فيحب آثار وجوده، ومن هنا يظهر أن الله سبحانه يحب خلقه لحب ذاته، ويحب خلقه لقبولهم إنعامه عليهم، ويحب خلقه لقبولهم هدايته.


-4-
ماهو الحب في الاجتهادات البشرية ؟ 

أ - يسرد أفلوطين في كتابه التاسوعات فصل الحب أقوال العامة وأفلاطون في الحب نضع خلاصتها حيث يقول:
ص 241 :

في كتاب فن الحب يتحدث اريك فروم عن الحب كمشكلة إمكانية لا مشكلة موضوع , ويخبرنا بأن الحب فن وكأي فن يحتاج إلى الإلمام بالنظرية ثم إتقان الممارسة العملية.

فالحب ثابت كذلك دائما بحكم الضرورة : من النفس ينبعث ما دامت هي تنزع إلى الخير والأفضل , وهو لم يزل ما دامت النفس لم تزل . وهو مزيج من: فيه شيء من العوز يدفعه إلى التماس الشبع , وليس بدون حظ من الرفاهة إذ إن ما يسعى إليه إنما هو المزيد لما لديه . فلو لم يكن له من الخير شيء لما جد قط في طلب الخير. يقال عنه انه " بوروس " ( الرخاء )  و " وبيينا " ( الحاجة ) إذا بمعنى أن في النفس العوز والرغبة اجتمعت إليهما الذكرى بالمعاني البذرية , فتولدت من ذلك الطاقة على العمل وهي مسددة نحو الخير . هذا هو الحب !

توضيح :
يحلل أفلاطون الحب من خلال القصص الأسطورية ,  فيشرح علاقة الإله " إيروس " الحب ,  بـ  بوروس  , وبيينا ,  وافروديتس, وأفلوطين يشرح الحب هنا ليجعله " الدافع " نحو رحلة النفس المفطورة على الخير التي جاءت من عالم الروح التي خلقها الواحد , فهبطت نحو عالم المادة ..  وها هي تريد بفطرتها الرجوع لخالقها حيث ترتاح وتنعم بالسعادة ..

ب -  في كتاب فن الحب يتحدث اريك فروم عن الحب كمشكلة إمكانية لا مشكلة موضوع , ويخبرنا بأن الحب فن وكأي فن يحتاج إلى الإلمام بالنظرية ثم إتقان الممارسة العملية.

يقول في ص 7 :
تنحصر قضية الحب بالنسبة لمعظم البشر في أن يكونوا محبوبين ليس في أن يحبوا و أن يحسنوا الحب . يعني أن جوهر المشكلة بالنسبة لهم في أن يحبهم الآخرون.

ويقول في ص 10 :
الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها هي أن نعي أن الحب فن , .. فإذا ما أردنا أن نتعلم كيف نحب يجب علينا أن نتصرف كما يتعين علينا عندما نريد أن نتعلم أي فن آخر . لنقل : الموسيقا, أو الرسم أو النجارة أو الفن أو الطب أو الهندسة
ما هي الخطوات الضرورية في تعلم أي فن ؟
الأول: هي الإلمام بالنظرية
الثاني: هي الإتقان
و
الممارسة العملية

ص 13
الحب هو الجواب عن مشكلة الوجود الإنساني

" ... ما هو حاسم فعلا في وجود الإنسان كونه قد خرج من مملكة الحيوان ومن مجال التكيف الغريزي هو أنه تجاوز حدود الطبيعة ومع ذلك بانفصاله عنها في زمن ما لا يستطيع العودة إليها . لقد طرد من الجنة يوما – حالة الوحدة الابتدائية مع الطبيعة – وهناك ملاك بسيف ناري يقطع عليه الطريق إذا ما أراد العودة .
يستطيع الإنسان أن يسير إلى الأمام فقط  وان يطور عقله بإيجاد انسجام جديد . انسجام إنساني بدل الانسجام ما قبل الإنساني الذي ذهب دون عودة
عندما يولد الإنسان يجد نفسه منقولا من الوضع الذي كان محددا كما تحدد الغرائز إلى وضع غير محدد غير واضح . يحس بالوضوح فيما يخص الماضي أما بالنسبة إلى المستقبل فواضح فقط انه في يوم ما لا بد أن يأتي الموت .

لقد وهب الإنسان عقلا , انه حياة تعي ذاتها , انه يعي ذاته وقريبه وماضيه وإمكانات مستقبله . إنه وعي الذات ككائن مستقل . وعي حياته الشخصية , لأنه لم يولد بإرادته وسيموت رغما عنها لأنه ربما يموت قبل أولئك الذين يحبهم أو ربما هم قبله ووعي كونه وحيدا واستقلاليته وعجزه الشخصي أمام قوى الطبيعة والمجتمع كل ذلك يجعل وجوده المعزول والغريب عن الآخرين سجنا لا يطاق , فلو لم يستطع أن يتحرر من هذا السجن ويغادره وينضم بشكل أو بآخر إلى البشر إلى العالم المحيط لكان قد فقد عقله.

ص 15
في كل الأزمنة وفي كل الثقافات يقف أمام الإنسان السؤال ذاته: كيف نتجاوز العزلة ؟ كيف نحقق الوحدة ؟
... يمكن الإجابة عن هذا السؤال بعبادة الحيوانات وبالضحايا البشرية وبالاحتلالات العسكرية وبالانغماس في الترف وبالعزوف الرهباني التتسكي، وبالهوس في العمل، وبالإبداع الفني، وبالحب للإله والحب للإنسان
.. تاريخ الدين والفلسفة هو تاريخ هذه الأجوبة وتنوع محدوديتها.

ص25- 26
عندما نتحدث عن الحب بمثابة فاعلية, تواجهنا صعوبة تتخلص في ثنائية معنى كلمة " فاعلية ". تحت تسمية " فاعلية " بالمعنى المعاصر للكلمة, عادةً ما نفهم الفعل, الذي يحدث تغييرا في الوضع الحالي بواسطة بذل الجهد ( صرف القدرة ) . بالتالي يعتبر الشخص فعالاً إذا ما قام بتجارة , أو دراسات طبية , أو عمل على خط إنتاج , أو صنع طاولة أو مارس رياضة . ما تشترك به كل تلك الأشكال , هو أنها كلها موجهة لبلوغ غاية خارجية . ما لا يؤخذ بالحسبان هنا , هو دافع هذه الفاعلية . لنأخذ على سبيل المثال , رجلاً يدفعه إلى العمل المتواصل شعور القلق العميق والوحدة , أو مدفوعاً بالفخر المفرط . أو بالتعطيش للمال .. فليست فاعليته سوى " سلبية " لأنه يخضع للتحريض كضحية وليس مبدعاً من ناحية أخرى شخص يجلس بهدوء و يتأمل , دون أن يكون له غاية أخرى سوى وعي ذاته , ووحدته مع الكون , يعتبر سلبياً لأنه لا يفعل أي شيء . في واقع الأمر حالة التأمل المركز هذه هي الفاعلية الأعلى  , فاعلية الروح , فاعلية الممكنة فقط في حالة الحرية الداخلية والاستقلال . المفهوم الأول للفاعلية – المعاصر – يعني استعمال الطاقة لبلوغ غايات خارجية , المفهوم الآخر للفاعلية يعني استعمال القوى التي يتميز بها الإنسان بصرف النظر عما إذا تحققت تغيرات خارجية أم لا . لقد صاغ سبينوزا مفهوم الفاعلية الأخير بمنتهى الدقة . لقد قام بتمييز بين حالات الهياج الفاعل والسلبي .
الأفعال و الأشواق . في تحقيق الهياج الفاعل يكون شخص حرا , هو يتحكم بهياجه . في تحقيق الهياج السلبي يتحرض الإنسان بشيء ما . أنه موضوع الدوافع المحرضة التي لا يعيها هو نفسه ...

الحب فاعلية , وليس هياجاً سلبياً .. أن الحب قبل كل شيء عطاء وليس أخذاً

ما معنى العطاء ؟

يسترسل إيريك فروم بقوله:
الرأي الأوسع انتشاراً خاطئ , وهو أن العطاء يعني التخلي عن شيء ما , أن أصبح محروما  من شيء ما  ... إن الناس ذوي التوجه الغير مثمر يفهمون العطاء بمثابة إفقاد ذات, لذلك يمتنع أصحاب هذا التوجه عن العطاء بعضهم يقوم بالإحسان وبالعطاء بمعنى تقديم أضحية. إنهم يعتبرون أن الإنسان يعطي . بالذات لأن العطاء يعذب . إحسان العطاء بالنسبة لهم ينحصر في تقديم الأضحية ذاته. إن العطاء خير من الأخذ – هو خلق يعني بالنسبة لهم , أن معاناة الحرمان خير من معاناة الفرح .

بالنسبة للخلق المثمر: العطاء معنى مغاير تماماً . العطاء – هو التجلي الأسمى للقوة . في كل فعل عطاء: أنا أحقق قوتي , غناي , سلطتي . إن معايشة المقدرة العالية على الحياة والقوة تملؤني سروراً .

أنا أشعر بالثقة في نفسي , وبالمقدرة على صرف كبير للقوى , وبأني مفعم بالحياة ولهذا أنا بغاية السرور . يسرني العطاء أكثر من الأخذ ليس لأن ذلك حرمان , بل لأن في فعل العطاء يتجلى التعبير عن قدرتي على الحياة .

ليس من الصعب إدراك هذا المبدأ , بتطبيقه على مختلف الظواهر الخاصة . مثال بسيط يُلاحظ في مجال الجنس . إن ذروة الوظيفية الذكورية تكمن في فعل العطاء .. لا يمكنه أن يمتنع عن العطاء إذا كان سليماً . وإذا لم يكن قادراً على أن يعطي فهو عاجز جنسياً . لدى النساء العملية ذاتها رغم التعقيد , هي أيضاً تعطي نفسها , إنها تفتح للرجل حضنها الأنثوي، إنها تعطي إذ تأخذ , و إذا كانت غير قادرة على فعل العطاء هذا , فإنها باردة جنسياً . فعل العطاء يجري أيضاً بوظيفة الأم .. أنها تعطي نفسها للطفل الذي ينمو في أحشائها . إنها تعطي الحليب للرضيع . تعطيه دفء جسدها . كانت لتتألم لو لم تعطِ .
في مجال الأشياء المادية (أن تعطي) يعني كونك غنياً, ليس الغنى من يملك الكثير , بل ذاك الذي يعطي الكثير . البخيل الذي يضطرب قلقاً من الحرمان من شيء ما  ......

إن المجال العطاء الأهم ليس مجال الأشياء المادية بل هو المجال الإنساني الخاص . ماذا يعطي شخص لآخر , إنه يعطي نفسه , أنفس ما يملك , يعطي حياته . لكن هذا لا يعني حتماً انه يضحي بحياته من اجل شخص آخر . إنه يعطي ما هو حي فيه . يعطيه فرحه و اهتمامه , فهمه , معرفته , مرحه , حزنه – كل المشاعر وكل مظاهر ما هو حي فيه . بعطائه حياته هو يغني الشخص الآخر ويضخم شعوره بالقدرة على الحياة . إنه يعطي لا ليأخذ فالعطاء بحد ذاته يشكل لذة حادة . ولكنه عندما يعطي لا يمكن ألا يثير في الشخص الآخر لكي يصير معطياً . وكلاهما يتقاسمان الفرح الذي أدخلاه في الحياة . في فعل العطاء يولد شيء ما , وكلا الشخصين شاكرين للحياة . في فعل العطاء يولد شيء ما , وكلا الشخصين شاكرين للحياة لما تلده من أجلهما كليهما . في حالة الحب : هذا يعني أن الحب هو القوة التي تلد الحب , أما العجز – فهو استحالة ولادة الحب  ....
عدا عنصر العطاء يصبح الخلق الفاعل للحب واضحاً في كونه يفترض دوماً مجموعة محددة من العناصر المشتركة  لكل صيغ الحب وهي :
(الاهتمام - المسؤولية – الاحترام - المعرفة )

كون الحب يعني الاهتمام أشد وضوحاً في حب الأم لولدها . لا يقنعنا أي تأكيد من جانبها للحب إذا رأينا غياب اهتمامها بالولد, وإذا كانت تهمل إرضاعه وحمامه , ولا تجتهد للعناية الكاملة به , و لكن عندما نرى اهتمامها بالطفل , فإننا نثق ثقة كاملة بحبها له . هذا ينسب أيضا لحب الأزهار والحيوانات . فإذا قالت لنا امرأة ما أنها تحب الأزهار , ورأينا أنها تنسى أن تسقيها , فإننا لا نصدق أنها تحب الأزهار ولا نثق بحبها لها . الحب هو اهتمام فاعل بحياة وتطور ما نحب ...

( ثم ينقل اريك فروم حكاية ليونس عليه السلام في التوراة ويقول : أن جوهر الحب هو العمل من أجل شخص ما والمساعدة في نموه , وأن الحب والعمل لا ينفصلان . كل شخص يحب ما عمل لاجله . وكل شخص يعمل من أجل ما يحب

العناية والاهتمام يؤديان إلى مفهوم آخر للحب : إلى المسؤولية . في هذه الأيام غالباً ما تفهم المسؤولية بمثابة واجب مفروض , كشيء مفروض من الخارج . لكن المسؤولية بمعناها الحقيقي , فعل اختياري تطوعي من بدايتها حتى نهايتها . إنها استجابتي لحاجة كائن إنساني سواء عبر عنها أم لم يعبر . أن أكون مسؤولا يعني أن أكون قادرا ومستعدا للإجابة  .. الإنسان المحب يشعر أنه مسؤول فحياة أخيه ليست قضية أخيه فحسب بل هي قضيته كذلك . انه يشعر بالمسؤولية عن كل أقربائه , كما يشعر بالمسؤولية عن نفسه ذاته ...

لولا وجود عنصر " الاحترام "  لامكن بسهولة أن تنقلب المسؤولية بسهولة إلى رغبة بالتفوق والسيطرة . والاحترام ليس خوفا وتقوى , انه يعني حسب جذر الكلمة (
respicere=to look at ) المقدرة على رؤية الإنسان كما هو , وعلى إدراك شخصيته الفريدة . الاحترام يعني الرغبة في أن ينمو ويتطور الإنسان كما هو . وهذا يفترض غياب الاستغلال. أنا أريد للشخص الذي أحبه أن ينمو ويتطور من اجله , على طريقته الخاصة  , ليس لكي يخدمني . إذا أحببت شخصا . فانا اشعر بالاتحاد معه , كما هو , وليس كما أريد له أن يكون بصفته أداة لتحقيق غاياتي . من الواضح أن الاحترام ممكن فقط إذا حققت استقلاليتي , إذا كنت استطيع الوقوف على قدمي من دون مساعدة جانبيه , دون الحاجة للتسلط على احد أو استعمال أحد . يوجد الاحترام فقط على أساس الحرية ...

لا يمكن أن نحترم إنسانا لا نعرفه : فالاهتمام والمسؤولية يصبحان أعمى وعمياء إذا لم توجههما المعرفة . المعرفة تصبح فارغة لو لم يكن باعثها الاهتمام . يوجد أنواع كثيرة من المعرفة , المعرفة التي هي عنصر الحب لا تكتفي بالمستوى السطحي , بل تنفذ إلى الجوهر ذاته . هذا ممكن فقط إذا استطعت تجاوز حدود مصلحتي الخاصة , ورؤية الشخص  الآخر بمظهره الخاص . أنا استطيع أن اعرف أن الشخص غاضب , حتى إذا لم يظهر ذلك بالشكل مكشوف , ولكن يمكنني أن اعرفه بشكل أعمق , يمكنني أن اعرف أن غضبه هو مظهر لشيء ما أكثر عمقاً . وانظر إليه كشخص خائف ومضطرب , وهذا يعني كشخص معذب , وليس غاضبا فحسب .


ص32
للمعرفة صلة أخرى , أكثر أساسية , بقضية الحب . الحاجة الأساسية للانضمام إلى شخص آخر بحيث يمكن التحرر من سجن العزلة الشخصية المظلم , وثيقة الارتباط برغبة إنسانية خاصة أخرى , رغبة معرفة " سر الإنسان " . رغم إن الحياة حتى في مفاهيمها البيولوجية ذاتها هي أعجوبة وسر . والإنسان بجوانبه الإنسانية بالذات يشكل سرا عصيا على فهم الإنسان ذاته – وكذلك على فهم أقربائه . نعرف أنفسنا ومع ذلك رغم كل جهودنا , لا نعرف أنفسنا . نعرف قريبنا ومع ذلك لا نعرفه , لأننا لسنا شيئاً وقريبنا ليس شيئاً . كلما تعمقنا أكثر في عمق كياننا أو كيان آخر , يبتعد هدف معرفتنا أكثر . ومع ذلك لا يمكننا أن نتخلص من الرغبة في النفاذ إلى خفايا النفس الإنسانية ,  إلى تلك النواة الأشد خفية , التي تكون الـ " هو " .


عملية الحب

ص99
إن الممارسة العملية لأي فن تستوجب متطلبات عامة محددة بصرف النظر عن أننا نتعامل مع فن طبي أو مع فن الحب . قبل كل شيء تتطلب ممارسة أي فن انضباطاً , فأنا لن أحصل على أي نتيجة ما لم أقم بعملي بشكل منظم ومنضبط ..  ويتطلب لذلك تنظيم الحياة الخاصة بأكملها

التركيز

العنصر الثالث هو الصبر: يعرف كل من يحاول مزاولة فن من الفنون أن الصبر ضروري ولا بد منه إذا أردتم أن تحققوا شيئاً. فإذا سعى أحد ما للحصول على نتائج سريعة لن يتعلم فناً.

الشرط الأخير لتعلم أي فن هو الاهتمام الأقصى في امتلاك الخبرة في هذا الفن.

**
في الختام يقول زين العابدين في دعائه : " تتحبب الينا بالنعم ونعارضك بالذنوب , خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد , ولم يزل ولم يزال ملكٌ كريم يأتيك عنا بعمل قبيح , فلا يمنعك ذلك من ان تحوطنا بكرمك .. فما احلمك واعظمك .. انت الهي اعظم حلما من ان تقايسني بفعلي وخطيئتي فالعفو العفو العفو سيدي سيدي سيدي ... "
لقراءة الدعاء كاملا في الاسفل : http://www.alseraj.net/maktaba/kotob/duaa/mafateh/maktabat/doaa/book1/mafatih10.htm

انتهى


07‏/08‏/2011

ألس في بلاد العجائب .. تحليل

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة الفلم :
1
تنهض ألس من النوم لتخبر والدها بأنها حلمت بحيوانات ناطقة , يخبرها أبوها بأن المجانين هم الأقرب للصواب ( ويبد أنه رجل علم ) وأن عليها الإيمان بأحلامها

2
يبدأ المشهد الثاني و ألس شابة , تصل إلى حفل لتلتقي بخطيبها المفترض , بعد سيل من الضغوطات العائلية للقبول به , وهي لاتريد ذلك , فيتم الاشارة الى امرأة مختلة عقليا تهلوس بأنها في انتظار عشيقها

3
يعلن الخطيب المتغطرس امام الملأ بأنه يطلب يد ألس للزواج , فتلمح ألس الأرنب الذي كان يظهر لها في أحلامها , فتتبعه لتسقط في حفرة

4
في الحفرة تخبر المخلوقات ألس بأنها الشخصية الموعودة لتحقيق نبوءة النصر على الروح الشريرة , يتم خطف أحد أصدقائها فتستعد لانقاذه , فيقال لها بأن النبوءة تحتم صراع الملكة الشريرة , وان محاولتكِ هذه قد تتلف حياتكِ وهي نقيض ما خطه القدر , فتصرخ ألس بأنها من تخط قدرها

5
تنجح ألس في انقاذ أصدقائها وتنتصر على الشر , فتخرج من الحفرة , وترفض الزواج !

التحليل :

يتبنى الفلم معطيات الفلسفة الوجودية التي بدأت مع الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر
http://faculty.washington.edu/kendo/heidegger.jpg

يقول هايدغر بأن الانسان " يُقذف " لهذا الوجود , فيرى بأنه ببشرة معينة , باسم معين , بمجتمع معين , وعليه واجبات مفروضة مثل الذهاب للمدرسة للوظيفة الخ , وبعد كل هذه الواجبات يشعر الانسان بأن الحياة مجرد مسرحية مكتوبة وليس عليه الا ان يؤدي دوره , وهنا يشعر الانسان بـ " العدم " / " اللامعنى " وان حياته ملك للاخرين .. وعند هذا الشعور يواجه فكرة الموت التي تتصل به جذريا , فيخرج اعظم سؤال في تاريخ البشرية : " لماذا انا موجود ؟ " ومع فكرة الموت تتحرر ارداة الانسان ووعيه لاعادة صياغة مصيره , ويصل لمرحلة خالصة في التنوير حيث يختار ما يريده هو لا ما يريده الاخرون منه .

نجد في ألس بأنها تعيش أزمة وجودية , فالمجتمع / قبيلة : جماعة / الطائفة / عائلة / أصدقاء . يريدها كما يشتهي , فيرغمها على الزواج ممن تكره . وفي حال رفضها , فأن العقوبة الاجتماعية في انتظارها في عدم تقبلها كما حدث للمرأة التي تنتظر عشيقها ,
كادت ألس أن تسقط في هذا الوحل , وتتحول كبقية " القطيع " الذي يسير وفق سياط العادات والتقاليد في درب اللامعقول ..
وهنا يخرج النداء الفطرة الاصلي برمز الارنب الذي يهمس : ايها الانسان كن انت !
تتبع الس صوتها الداخلي حتى تسقط في الحفرة أي تغوص في نفسها , وهناك تبدأ المعركة الحقيقة لتغير مصير الانسان وتحديد قدره , وتنجح , وتكتسب اعظم صديق في الحياة هو ان يصادق الانسان نفسه وترفض الزواج من السياق الاجتماعي الذي يريد صهر ذاتها في مؤسسة لا تحترم حرية الانسان

وشكرا

27‏/07‏/2011

الوصول

واذكركِ بالحنين
كلما زادت المسافات
وقل المطر


غدا تذكرذيني اذا ما اسلمت السلالم من كل همٍ وضيق
ووصلتي لروحي
ووصلتي لحنيني
سأسلكِ كيف قطعتي السماوات السبع
ولم تري اسمكِ على ساق العرش 
و حوافر حذائك تحفر جبيني؟ 


صداكٍ في صدري قوافل عشطى وتسبيح 
يا لحظةً فكر فيها ابليس ان يتوب
فتزلزت ظلوعي بدهشة الموت
سأسلكِ حين تصلين
من حرف الانجيل
من اراد قتل المسيح؟


ما اريده منكِ 
يريده الله منكِ
حوزة صادحة , دائرة من الورد
وبركان بارد ولعبة ثلجية لا تذوب


عنده المصير
وعندكِ الثواب
كل السماوات سماء واحدة
خطوةٌ واحدةٌ
يا سيدتي
وتصلين 




حبيبتي لكمة النور من يديكِ نفقأ العين الباقية للأعور الدجال , فيشرق من عماه مهدينا ولن يتكرر ابدا ان تذبل اي وردة بعد ذلك
لن تغيب الشمس ولن نحترق وسينام القمر على يدديكِ
انها حركة واحدة , تشبه الخطوة الواحدة
لحظة من لحظات اليقين

انتهى

25‏/06‏/2011

صور من العرض الأول



صور العرض الأول من مسرحية أنشوددة النرد . تأليفي وإخراج رازي الشطي

14‏/06‏/2011

دعوة للجميع


أدعوكم لمسرحيتي أنشودة النرد . تأليفي وإخراج رازي الشطي
العرض الأول الجمعة 17
العرض الثاني الاحد 19
المكان مركز شباب : الفيحاء . ق 2 . ش 25 . مقابل مسجد عبدالله الفارسي
الساعة 8 

10‏/06‏/2011

باقة ورد


كنت من بني إسرائيل ، أشاركهم العيش والضياع امسك في يدي قلادة بحرف " ش " و خارطة من العذابات , كنت دائم الانغماس بحرفي ونفسي
 بني إسرائيل يصرخون وأنا أهيم بحرفي هايما يشبه المطر
 كثيرا ما كان يهزني الفراق فاصيح شين! وتدمي سنونها قبضتي
 قال لي السامري : اسجد لعجلي تتراءى لك شين و تكتمل كلمتك
كانت لكلماته شهوة وإغراء  لخاطري المنزوع كالنخيل الباهت , وأنا المتعب من التيه أريد وسادةً من لغةٍ تشرح لي حريتي وسلامي

كثيرا ما كان نبي الله موسى يعلمنا الصلاة / كنت ألتقط أنفاسه
كنتُ .
 كثيرا
ما
كنت
لـ
 أضحوكة لبني إسرائيل في الفواجع  , قال الرب لنا اسجدوا وقولوا حطة  . سجدت وانا اقول شين . فضحكوا إلا موسى رق لحالي

شددت قبضتي ، أدميت يدي جاء موسى مضمدا ماسحا على رأسي , نظرت إليه بكل غربتي وهو يسحبني.
 قلت له : إلى أين? إلى أين يا أبا الأيتام ؟
قال لي إلى حيث رمتني أمي وهي لا تملك سوى الإيمان. رأيت النيل واسعا كفرحتني حين ألتقيت بشين  ،
 أردت ألتقاط التابوت سمعت مناديا يقول:
 عبدي مالك وللناس?
- ربي ..  و وحدتي ..  أن أصحابي ماتوا بالضفادع والجراد
 كل حرف أحبه يمزق يدي
 أوزع أمنياتي في دربك أمنية و أماني

 بدأت بالغرق قال لي الرب
 اطفو
 - ما أنا بقادر
اطفو
- ما أنا بقادر
فقال لي اغرق
 فعانقتني موجة باردة حاوطتني الفقاقيع .. هل مت?

كان هذا سؤالي وأنا انظر حولي

 قال الطبيب : نجاتك معجزة ! قالت الممرضة/ يبدو لا أحد ينوي زيارته فمن أين جاءت هذه الورود?
ورحلا كغيمة جافة أو ظلٍ لدخان
 حدقت بالورود كانت ناصعة كوجه موسى
وجدت بطاقة كتب عليها :
"ش"ملتك بعطفي وأنت وحيد , كسيتك , أطعمتك , وحين تغرق , سأجعلك تتنفس تحت الماء .



الهامش :
قريبا ستعرض مسرحيتي أنشودة النرد والدعوة للجميع
http://www.facebook.com/m7mdii
twitter : @m7mdi_1

11‏/03‏/2011

الختامية



كان كارل يونغ العالم النفساني الشهير في عيادته , يسجل ما يقوله مرضاه , فرصد الكثير من الرموز التي قيلت منذ آلاف السنين وفي حضارات قديمة , لم يجد في تاريخ مرضاه , أي رابط بين رموزهم وتراث الحضارات السالفة , وحينها أدرك بأن هناك تاريخ للروح , وبأن الرمز موطن المعنى , فنشغل بالتأويل وكشف المباني النفسية , فكانت حياته بحق مناما يفسر مناما .

لم يكن هو الأول الذي خاض الأساطير , فقبله الكثير , منهم  :
الفيلسوف اليوناني صاحب نظرية الفيض في الخلق " افلوطين " ( شخصية مختلفة عن افلاطون ) وهو اخر فلاسفة اليونان له تأثير عميق بتاريخ الفكر البشري وصولا الى المسلمين .

لم يترك الا كتاب التاسوعات وهو كتاب ضخم كتبه تلميذه فرفوريوس عام 300 بينما كان افلوطين عمره 68 تقريبا
يقول في  تاسوع  المعنون بـ " الحسن والجمال " :

" فالواجب عند ادركنا للحسن في الاجسام الا نتهافت اليه , بل ننتبه  الى انه ارتسام واثر وظل , فنفر الى ذلك الذي هو اصل الارتسام . لان من اسرع الى ذلك الحسن في الاجساد قاصداً ان يمسك به على انه الحق , حدث له ما حدث لذلك الرجل الذي تشير اليه القصة المختلقة (  أسطورة نرسيس , الذي استمد منها فرويد اسم النرجسية ) فيما اذكر : رأى صورة جميلة تطفو على وجه الماء , فأراد ان يقبض عليها فرمى نفسه في عباب النهر , فاختفى .
وهذا ما  يتم لا محال لمن اخذ بحسن الاجساد ولم يعدل عنه : انه ليهوي لا في جسده بل في نفسه الى اسافل الظلام التي تتنافى مع الروح".

شهاب الدين السهروردي ذلك المتصوف الخطير لمح بإشراقاته بأن الأسطورة تختلف بالشكل و تلتقي بالمعنى والحقيقة , فكان السد بين هذه الأشكال هو الزمن , لذلك أزال الركام , ربما أراد أن يقول بأن الزمن في سعي دائم نحو " التوحيد "

إنليل هو إله الهواء في الأساطير السومرية , والأساطير مهما اختلفت في الزمن فهي ترتبط بأساطيرنا , فالإنسانية لم تختلف إلا بالمفردات .
اذا كان أفلوطين ويونغ يبحثان عن المعنى , و السهروردي يبحث عن التوحيد , فلا شك بأن البشرية تبحث عن صاحب الزمان

العنوان الأول : حكاية إنليل 


أنشودة :

بلا انليل لا تقام السماء ولم يكن للشمس وجود
بلا انليل لا ترتاح العصافير في اعشاشها
لا تعترف السماء بزرقتها
لا ينزل المطر من أحشاء الغيوم
هل دونك يا انليل آتى القمر
   ومن حوله
            تراقصت النجوم ؟
أي انليل يا رب الهواء يا سر كل البلاد

**

بلا انليل تنكر الأرض ترابها
تهجر الأشجار ثمارها
وتذوب الصخرة بين السدود

انليل يا عطش الماء
                        وظل الحرور
هل دونك يا انليل يبيض السمك
        وتنمو اللألئ في البحور ؟
 أي انليل يا رب الهواء يا سر كل البلاد


وحدة انليل :

- انليل ! ماهذا الحزن في عينيك ؟

أعطيهم الهواء وأنا مختنق ..

- انليل ! ماهذا الحزن في عينيك ؟

أروي جموعهم وأنا في وحدتي احترق

- انليل ! ماهذا الحزن في عينيك ؟

أين سأنحت نواميسي؟

- انليل ! ماهذا الحزن في عينيك ؟

كيف العناق
    كيف ينتهي الموت
           إلا بالعناق
كيف تنفتح الزهرة
     ان لم تعانق الشمس

فأين من يبدد ظلمة وحشتي
بنور حسنها
أين من يذيب جليد عزلتي
بدفئ انوثتها

- يا اله الهواء  أكل هذا الحزن يجول في قلبك
ويعض عينيك الدموع ؟

ان معشوقتك هناك يا انليل
               في أقصى المدينة
يعصرها الخجل والانتظار لقدومك
فاستنشق عطر الشوق من شعرها
             انها في اقصى المدينة يا انليل

**

اللقاء :


من هذه الذي مضيئة كفجرٍ لازوردي ؟

- أنها حبيبة قلبك يا انليل

ما هذا الذي أحسه لأول مرة  ؟

- انها الفرحة المفعمة بشذى الورد في قلبك يا انليل .

أبلغها عن حبك ووحدتك

 أن كل مافي السماء من سواد وظلمة فهو من حزنك

أحكم قواك
 وبحبر الحب أكتب نواميسك على جسدها

أي انليل يا رب الهواء يا سر كل البلاد !

**

وبعد ان عاد نليل مبللاً بالحب
جففته الآلهة بالعقاب للعالم السفلي
تبعته ننليل بعينيها الفضيتين
وفي احشائها نانا الهة القمر

رآها انليل وقال كالعندليب النائح
ننليل يا ام القمر
سيخرج القمر ويضيء السماء
سيخرج القمر ويثقب الظلام
سيرعى تحت عبائته كل الكائنات
سيكون انان رمز الحب
سيكون انان رمز الحب
سيكون انان رمز الحب 


العنوان الثاني : ( انليل في العالم السفلي يبحث عن حذاء  ..)

حذاء 
وهذه الارض تعادي قدمي 


رجلٌ في الطين .. رجلٌ في الثلج .. رجلٌ على الجمر 
تبهت خطواتي حين ترى السماء الشائقة 
شاخت خطواتي . في ساقي جرحٌ ونفق واغاني بعيدة 


اجلس عند قارئة الكف. امد قدمي 
تنظر الي باستغراب
اضحك ..
وعزائي اني حين اكون بين يديك يا ربي
سأكون حافيا
لتشفق على عبدك الذي انتهت حياته تحت ظلال الحذاء
يتعثر في عطش الطريق 
يسألك حين يقوم وحين يتقلب مع الساجيدن
كم ستطول المسافات ؟
لماذا ليست جثتي اصغر حتى انام في جواربي؟ 
لماذا كل حاولت ان اعانق موتي 
تخلق لي حياةً جديدة
أكون فيها
حذاءً
ضيقاً
لأقدام
هذه
الحياة 


*طلقة : ظواهر , مشاعل , غروب , غناء حمامة . سلام , واستسلام
نشيدٌ وطني ٌ لبلدٍ منهوب وصحفٍ لا تعرف الألوان 
تسقط الطلقة وهي في طريقها للحرية والجنون 
وتسقط الأرض
بآلاف القصص والبترول
اقصيدة هي ؟
بل ممات .. سماوات .. جرحٌ يصل للسماء السابعة
ولا من انين 
تضيع الطلقة 
نسمع صدى البارود
وتحلم ثقافتنا بعشقٍ من نار وامرأة من حطب ودخان


لو حطت عصافير الاسئلة يوماً على جفن الغناء
وصدحوا لأجل عينيكِ
فبماذا ستجيبين وكل حرفٍ فيكِ يهدد اعشاشها وقلبي 

منافي 
طلقة
حذاء
لو اختصرت عمري كله  بكلمةٍ واحدةٍ
لقلت : آة

العنوان الثالث : ( انليل في العالم العلوي ينشد الختام )

ازداد جهلأ بعد كل كتاب .. أتلوا حياتي ورقة ورقة /  ألتهم ساعاتي بازيز الامنيات الطائشة , واصر على هواءكِ كالمخنوق .  يا فاصلة الزمن المباح  , لماذا يتغير الايقاع  بصوت خطواتكِ : تك تك – ...كم هو طويل حوافر هذا الحذاء /  اغمسيه في خاصرة أحزاني  ليكون صراخي فيكِ تحرري من الصمت, وذبول افواه الناس
 البنادق ما عادت هي البنادق/  وانا اتذكر هذا الكم الهائل / هذه الخريطة التي رسمت على جسدي هنا نقش شين وهنا نقش صاد وهنا واو جسدي كومة من الخرائط المحترقة وثقوب ورذاذا فلين / كأنني متاهه للبوصلة ولعبة شطرنج لا تنتهي .
 اني اظافر من رصاص فأين المحبرة والممحاة لتمحو عن عامودي الفقري كل هذا الماضي الثقيل؟؟
 اشعر
      ان
         الكون حوت عملاق عملاق لدرجة ان مشاويري كلها لم تفلح الا في رؤية بريق لعابه/ ادخل/ اغرق واقول لنفسي : يونس لا يقضي نصف الصحراء على دراجات هوائية , شاردا بأرقام الحافلات . انت في الظلام لا غار حراء يرثيك ولا اعقاب السنديان .

يضحك الحوت ويلفظني بلا وطن أو صديق , أجر صليبي أبحث عن أي حسناء تصلبني عليه وتريح هذا القلب تسألني عن حروفي ولغتي سأقول لها صاد  لتغرس اظافرها في عروقي سأقول شين وانتظر المسامير التي ستهل على كف يدي كما كانت تهل الصواريخ على جنوب الضاحية . واعذباه ! انا اضعف ان اقول بأني يونس او نصرالله انا اضعف حتى من ان اجد انسان احبه ويحبني ..
 اضربيني بالطوفان  وارفعي هذا القلب على خصلات شعركِ كما فعلوا برأس الحسين . رماح رماح و أسألك يا موسى كيف قضيت حياتك بلا هارون ..

يسقط الثلج في خضم اشتعالي .. فهل رأيت مجمدأ يموت وهو يحترقُ ؟

هل لي يا أورشليم الحزينة  , عبق ما تبقى من هيكل سليمان ؟ أني اتوسل إليكِ بكل معابد الأرض , أن تريني ابن العذراء ليأخذني من الخنازير التي تلعق أصابعي . سريعاً أدركيني , فبولس آتٍ , والشمر آتٍ  كلاهما يبحث عن جسد المسيح

يسقط الثلج و بؤسي بحجم تحريف الأناجيل
يسقط الثلج و وحدتي ستكسر ظهرك يا كرستوفر
يسقط الثلج  و انان  يحدق ليوسف العمر ..

( العنوان الرابع : الختامية )

فالسلام عليك يا صاحب الثأر , فاني قد عشت حياةً تشبه عينيك الداميتين , اغني لأجلك وللختام 




14‏/02‏/2011

هنا الهاوية ( القيد )



" لا بد للقيد أن ينكسر .. "

ويكسرني بمعصمي المليء بالدم
بحنجرتي الذابلة في غيوم الصراخ

اشرقت شمس الكلمات
انظر لسماء المعاجم !


نادى الرجل من على رصيف الصحراء

الهجير .....
       الهجير .....

المطر .....
       المطر .....

رباه ..
إن التراب يمضغ أمعائي

... و أتى المطر

جبهته مشويةٌ بالسجود
غرقا بمزامير اليتم
في ملاجئ الطين

" لابد للقيد أن ينكسر "

ويلفني الحنين كفناً
ولا برزخ لموتي

منكر
نكير
اغيثاني

" لا بد أن ينكسر "

تنكسر واحدةٌ في الدربٍ
وعلى عجلٍ
تتورد كالبكتيريا المزيد من القيود
يصافحني الضياع وابتسمُ
واعلم انه سجاني
وأدرك حين كسرت قيد يدي
ستكسر إخوتها رقبتي


تموت الشعوب
تموت الشعوب
باحلام الخبزِ
أو في ثورةٍ رماديةٍ على طاغيةٍ
نشف أنفه المزكوم بعلم الدولة
قبل ان ينكسر


في لحظةٍ الصمتِ
ولد كلام الحداد :
عرفتُ بين ثنايا الدساتير المبتسمة
بأن العدالةً واحدةٌ
والظلم يستحمل التأويل

تتماوج البحار بسفننا
ومن حد الدوار
اشتقنا للغرقِ

تسكر الموانئُ
تطفئ سيجارتها في خد أشرعتنا

فيا لحظة الصمتِ
كل محبتي للسلام
كل محبتي للانكسار

11‏/02‏/2011

سؤال


ماذا كان سيخسر حسني مبارك لو زرع الورد بدلاً من البارود ؟
ماذا كان سيخسر حسني مبارك لو زرع الورد بدلاً من البارود ؟
ماذا كان سيخسر حسني مبارك لو زرع الورد بدلاً من البارود ؟

 ماذا كان سيخسر لو .... 

06‏/02‏/2011

فرعون الفاسق

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين

الاستخفاف يعني التلاعب بالعقول , يعني كريزما وقدرة على الخطابة واعلام كاذب

لماذا نجح فرعون بالتلاعب بعقولهم ؟  لأن الفسق هي مرحلة الأولى نحو تدمير سلامة التفكير وملكة الاستدلال .

أي عاقل تخبره بأن الطريق الذي فيه جميل ولكن في نهايته منزلق كسر قدم الكثيرين , وهناك طريق آخر طويل ولكن السلامة المضمونة فماذا سيتخار ؟ بلاشك طريق السلامة
أما مع الفسقة فتقول له طريقك قبيح وهناك طريق أجمل سيصلك لجمال أبدي , فيجيبك بكل شيء غريب عجيب " يجلط " الأنبياء قبل المساكين . سيقول لك : وقت ! خوف ! الوطن ! الفتنة ! العائلة ! الـ الـ الـ . وفي النهاية يجمع الفسقة بأن يكون الله في آخر اهتماماتهم فما يكون من الله إلا أن يعاملهم بالمثل : اولئك الذين طبع على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون

اقترح احد كفار قريش في اجتماع لهم , أن يطردوا النبي من مكة , فأخبره إبليس ( الذي تمثل بشكل إنسان ) بأنه اقتراح غبي ! لأنه سيفتن الناس بكلامه و وجهه !
لاحظ بأن " وجه " النبي كان مشكلة لدى الكفار , إذا كان الرجل الصالح نرتاح لرؤيته من المرة الأولى فكيف ونحن أمام أمير الصالحين وسيدهم ؟!
ويخبرنا التاريخ بأن الحسن والحسين كانا من أشد الناس شبهاً بالنبي , ومع ذلك حين استشهد بكربلاء لم يكتفي بعض قاتليه بازهارق روجه , بل بتمزيق جسده حتى أن أحد حمل سيفه وغرسه عدة غرسات في عين الحسين . فلماذا يفعل ذلك مع أن مهمته كانت منحصرة في قتل الحسين ؟!
الأمر واضح فحين  يحترف الإنسان الفسق يصبح كل عنوان يثير ضميره عنوان مؤلم يجب الانتقام منه بدلا من شكره !

الفاسق حين يفسق مع ربه ومجتمعه من الطبيعي أن يفسق مع نفسه , فهو حين يسمع " همسات " لضميره , يعتاد على الكذب على نفسه , فينقسم مع الله , فهو من داخله يود حقاً الإنتقام من الله ولكنه أجبن من أن يعترف بذلك , فيختزل الله بشعارات , فيتحدث بكل حرارة عن الله ووجوب عبادته وطاعته ومع ذلك كل أفعاله  ضد الله تماماً !  فهو لديه إله آخر تسمى الدنيا ..

يقول الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد إلا في قلبه نكته بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج لنكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد , وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد  حتى يغطي البياض , فإذا البياض لم يرجع صاحبه الى خير ابدا وهو قول الله عز وجل : " بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "

بعد انسجام الطاغية بالقوم الفاسقين , تبدأ معركة حفظ الاستقرار فأعلن فرعون بأنه معيار الحق , وأن العقول كافة لا تستطيع أدراك الحق , فقال أنا ربكم الأعلى وصفق الأوغاد !

ومع كل الهروب مع الضمير إلا أن هيمنته لا تنتزع بسهولة , فحجة الله بالغة في الإنسان , لذلك ومع كل قوة فرعون إلا أن مناماً صغيراً أفزعه , تماما مثلما حدث مع بن علي , فأن أحدهم أخبره بأن هناك نية للهجوم على القصر من المتظاهرين , فلم يترك القصر فقط ولكنه هرب من كل البلاد !
وينقل التاريخ أيضا حكاية الحاكم الذي كان في زمن دانيال , و أُخبر بأنه سيقتل في اليوم الفلاني كتفسير لأحد مناماته , فطرد كل من في القصر وفي النهاية قتل نفسه حين رأى ظله ! ولهذه الحكاية دلالة عظيمة بأن الطاغية يسير بخطوات نحو هلاكه ( الثورات عليه ) و أنه جبان ويخاف حتى من نفسه .

سفك فرعون الدماء تلو الدماء , وأي دماء ؟ دماء لأطفال لا ذنب لهم في شيء إلا أنهم يفزعون فرعون العاجز عن النوم  , فما كان من الله إلا أن يجعل قاتل فرعون يعيش أمام عينيه ..

و جاء موسى بعد مناظرات ليوم الحسم وخروج السحرة للمبارزة العظيمة  فما كان منهم  إلا استخدام ما احترفوه وهو الجهل والكذب , فتنقل بعض الروايات بأن الأفاعي التي وضعها للمنافسة ما هي إلا أدوات بمواد كيميائية تتحرك من سقوط الحرارة الشمس عليها ! , فما كان نصيبهم إلا الهزيمة و وعد فرعون لهم بالعذاب , من دوي فحيح أفعى موسى !

وحين رأى فرعون تلك الأمواج وهي تسلبه أنفاسه تاب عن طغيانه . ينقلب على فطرته ينقلب مع بعض الأوغاد ثم ينقلبون عليه  ثم ينقلب هو على نفسه !

**

ألم تتذكروا كيف استقال أحمد عز من الحزب الوطني , وكيف أن القاضي أصدر أمراً بتجميد حساباته البنكية ومن السفر ؟

يمهل ولا يهمل يا بو عزعز !

على الهامش :
كنت ادور صور حق احمد عز فلاعت جبدي  قلت خل اخليه من دون صورة احسن

وشكرا

25‏/01‏/2011

صمت التاريخ

كتبت أبرار في قصة خلع ضرس ابنتها : " ولم استطع أن أرافقها لكوني لن أحتمل بكاءها أو صراخها وربما سأبكي معها! لذا جلست أنتظرها بقلق حتى عادت. "

لماذا البكاء والقلق في أمر ببساطة خلع ضرس وألم للحظات - إذا كان يوجد ألم أصلا - ؟ , ببساطة أنه منطق الحب الذي يخلق نوع من الامتزاج بين المحب والمحبوب فيصبح " هو " أنشودة لل " أنا " , لذلك تعد الدمعة الشظية الأولى في حالة الحب وربما تختم بالتضحية و الإيثار .

يقول التاريخ : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)  صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التي أسريَ به فيها بمكة . وكان أبو طالب (عليه السلام) أمر علياً وجعفراً وحمزة بالتناوب لحراسته ، وكان يتفقد مكانه في الليل ! ولما لم يجده خاف أن يكون القرشيون قتلوه ، فبعث من يبحث عنه ، واستدعى شباب بني هاشم ووزع عليهم سيوفاً قصيرة أو شفاراً ، وأمرهم أن يكون كل واحد منهم بجانب زعيم قرشي ، فإذا أمرهم فليقتل كل منهم من بجنبه من الزعماء ، وأولهم أبو جهل ! .. وأضاف التاريخ بأن أبا طالب قال : والله لا نعيش نحن ولا هم وقد قتلوا محمداًويقول التاريخ : عن المنهال ابن عمر قال: كنت أتمشى في أسواق دمشق وإذا أنا بعلي بن الحسين (ع) يمشي ويتوكأ على عصاة في يده، ورجلاه كأنهما قصبتان، والدم يجري من ساقيه، والصفرة قد علت عليه.
ويقول التاريخ : ان هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز (ابن خال عثمان) لما قتل أبوها بقيت عند أمير المؤمنين (ع) ولما قبض أمير المؤمنين (ع) بقيت في دار الحسن (ع) فسمع بها معاوية فأخذها من الحسن وزوجها من ولده يزيد، فبقيت عند يزيد إلى أن قتل الحسين (ع)، ولم يكن لها علم بأن الحسين قد قتل، ولما قتل وأتوا بنسائه وبناته وأخواته إلى الشام. دخلت امرأة على هند وقالت: يا هند الساعة أقبلوا بسبايا ولم أعلم من أين هم، فلعلك تمضين إليهم وتتفرجين عليهم، فقامت هند، ولبست أفخر ثيابها وأمرت خادمة لها أن تحمل الكرسي، فلما رأتها الطاهرة زينب التفتت إلى إختها أم كلثوم وقالت لها: أخيه أتعرفين هذه الجارية؟ قالت: لا والله، قالت: هذه هند بنت عبد الله خادمتنا، فسكتت أم كلثوم ونكست رأسها.



قال المنهال: فخنقتني العبرة، فاعترضته وقلت له: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال (ع): يا منهال وكيف يصبح من كان أسيرا ليزيد بن معاوية، يا منهال: والله منذ قتل أبي , نساؤنا ما شبعت بطونهن، ولا كسون رؤوسهن، صائمات النهار نائحات الليل.


 يا منهال أصبحنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبح أبنائهم ويستحي نساءهم أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها، وتفتخر قريش على العرب بأن محمداً منها وإنا عترة محمد أصبحنا مقتولين، مذبوحين، مأسورين، مشردين، شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك او كابل، هذا صباحنا أهل البيت.




فقالت هند: أراك طأطأت رأسك؟ فسكتت زينب ولم ترد عليها جوابا.

ثم قالت لها: أخية من أي البلاد أنتم؟
فقالت لها زينب: من بلاد المدينة، فلما سمعت هند ذكر المدينة نزلت من الكرسي وقالت: على ساكنها أفضل السلام، ثم التفتت إليها زينب وقالت: أراك نزلت من الكرسي؟
قالت عند: إجلالا لمن سكن في أرض المدينة. ثم قالت لها: أخية أريد أن أسألك عن بين في أرض المدينة، قالت لها الطارهة زينب: اسأتلي ما بدا لك، قالت: أسألك عن دار علي بن أبي طالب (ع)، قالت لها زينب، وأنى لك معرفة بدار علي؟ فبكت وقالت: إني كنت خادمة عندهم؟ قالت لها زينب: وعن أيما تسألين؟ قالت أسألك عن الحسين وأخوته وأولاده وعن بقية أولاد علي، وأسألك عن سيدتي زينب، وعن أختها أم كلثوم، وعن بقية مخدرات فاطمة الزهراء؟


فبكت زينب بكاء شديدا، وقالت لهند: أما إن سألت عن دار علي (ع) فقد خلفناها تنعى أهلها، وأما إن سألت عن الحسين (ع) فهذا رأسه بين يدي يزيد وأما إن سألت عن العباس وعن بقية أولاد علي، فقد خلفناهم على الأرض مجزرين كالأضاحي بلا رؤوس، وإن سألت عن زين العابدين (ع) فها هو عليل نحيل لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام، وهذه أم كلثوم، وهذه بقية مخدرات فاطمة الزهراء، وإن سألت عن زينب فأنا زينب بنت علي.


و لكن التاريخ لم يقل لنا ماذا كان سيفعل أبو طالب وهو يرى آل محمد وهم مجزرين كالأضاحي , بعد أن كان يدافع عن محمد برأس كل زعماء قريش . فواحباه !

http://www.youtube.com/watch?v=9qMsD3fZjOQ&feature=related

16‏/01‏/2011

ألف ليلة و ليلة : الإنسان

- حدثني أيها الملك السعيد ..
- لحظة لحظة , أي اقتران ما بين وجهي والبهجة , لتخنقيني يومياً بالملك السعيد والملك البطيخ ؟
- حسناً يا مولاي . حدثني أيها الملك التعيس بأن الحي بن يقظان استطاع الوصول إلى مملكة البشر من على جناح طائر الرخ
- الرخ ؟!
- نعم مولاي الرخ ؟
- وما هو الرخ ؟
- ألا تدري ما هو الرخ يا مولاي ؟
- لا !
- حقاً ؟!
- حقاً !
- أتمزح ؟!
- قولي ما هو الرخ عليك لعائن الله !
- الرخ يا مولاي هو فيل طائر
- فيل ماذا ؟
- فيل طائر , أي فيل يحلق بالسماء
- الفيل الطائر هو الفيل الذي يحلق بالسماء ؟ أتصدقين يا شهرزاد بأني ظننت طوال هذه المدة بأن الفيل يسبح في المجاري ؟!
- .. حين نزل حي بن يقظان لمملكة البشر , و شاهد الإنسان لأول مرة , تعجب منه غاية العجب , وأغمى عليه من شدة البكاء , وحين نهض رأى البشر احتشدوا حول أحد الخطباء , ينصتون ويدونون ما يقوله , وبعد محاولات جبارة استطاع حي بن يقظان اقتحام الجموع ليرَ ذلك الخطيب , وإذا به أمام تيس مهيب , بعمامة , وربطة عنق , ولحية طويلة و ثوب قصير
- وعن ماذا كان يتحدث ذلك التيس ؟
- عن الإنسان يا مولاي
- وماذا فعل حي بن يقظان ؟
- تعجب غاية العجب , فسقط من شدة البكاء , و حين نهض أشعل فانوسه في وضح النهار ليبحث عن الإنسان


فأدرك شهرزاد الصباح , وسكتت عن الكلام المباح


الهامش : مقدمة كتاب الكافي الشريف وكلام للشيخ الكليني
قال تبارك وتعالى: " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " لانه كان داخلا فيه بغير علم ولا يقين، فلذلك صار خروجه بغير علم ولا يقين، وقد قال العالم عليه السلام: " من دخل في الايمان بعلم ثبت فيه، ونفعه إيمانه، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه "، وقال عليه السلام: " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال "، وقال عليه السلام: " من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن ".


ولهذه العلة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الاديان الفاسدة، والمذاهب المستشنعة التي قد استوفت شرائط الكفر والشرك كلها، وذلك بتوفيق الله تعالى وخذلانه، فمن أراد الله توفيقه وأن يكون إيمانه ثابتا مستقرا، سبب له الاسباب

التي توديه إلى أن يأخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله بعلم ويقين وبصيرة، فذاك أثبت في دينه من الجبال الرواسي، ومن أراد الله خذلانه وأن يكون دينه معارا مستودعا - نعوذ بالله منه - سبب له أسباب الاستحسان والتقليد والتأويل من غير علم وبصيرة، فذاك في المشيئة إن شاء الله تبارك وتعالى أتم إيمانه، وإن شاء سلبه إياه، ولا يؤمن عليه أن يصبح مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، لانه كلما رأى كبيرا من الكبراء مال معه، وكلما رأى شيئا استحسن ظاهره قبله، وقد قال العالم عليه السلام: " إن الله عزوجل خلق النبيين على النبوة، فلا يكونون إلا أنبياء، وخلق الاوصياء على الوصية، فلا يكونون إلا أوصياء، وأعار قوما إيمانا فإن شاء تممه لهم، وإن شاء سلبهم إياه.

15‏/01‏/2011

ألف ليلة و ليلة : الضرطه !



الحلقات السابقة : ألف ليلة وليلة : احتراق الغابة
http://www.m7mdi.blogspot.com/2010/08/blog-post.html

الحلقات السابقة : ألف ليلة وليلة : الإنسان
http://www.m7mdi.blogspot.com/2011/01/blog-post_16.html



 - حدثني أيها الملك السعيد
- يييييييييه ..
- هل يعجبك أن أقول لك حدثني يا ابن الكلب ؟
- شهرزا والـــــــلـــــهِ
- إلا قسمك يا مولاي !
- تحدثي جيداً يا شهرزاد
- حدثني يا أيها الملك الـ ...
- الـ ؟؟
- الــ
- الـ رحيم !
- كنت أنوي أن أجعل جميع الحرس ينحكونكِ نكاح الألف عام , ولكنكِ نجحتي في السيطرة على غضبي ,
- أيها الملك الرحيم قد حُدثْتُ بأن محمود أمير بلاد السند  , تدهورت حالته , فأمره طبيبه أن يمكث في بيته حتى يطيب , فقد كان يعاني من عسر في " الإخراج " . وحين ختم صلاة الفجر أخذ يدعو : إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  . حتى موعد صلاة الظهر
- أي ؟
- فأخذ يدعو :  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  حتى صلاة العصر
- طيب ؟
- فأخذ يدعو :  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  حتى صلاة المغرب
- يالها من حاجة !
- ..  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  حتى العشاء
- نعم  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !
- مولاي ما رأيك أن تجلس في مكاني وتكمل القصة ؟!
- لا لا يا شهرزاد
- إياك أن تخجل يا مولاي ! ودعني أدعو حرسك الذين تريدهم ان يغتصبوني , لتسليهم بحكايتك ! , وإن شئت أيضا تسليهم بطريقة أخرى
- لا لا يا شهرزاد اكملي
- استغفر الله أف ... حتى صلاة العشاء و بدأت دعواته تأخذ منحنى التفجع والعويل وصار يقول :  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  إلهي الضرطة الضرطة .. إلهي الضرطة الضرطة !  حتى دخول السحر ! فيقول الراوي حتى شارف على الهلاك  عند صلاة الفجر , فصار يقول إلهي الجنة الجنة .. إلهي الجنة الجنة !
فسارع أبنائه وخدمه في نقله لسريره حيث يحتضر وصار يكرر بصوتٍ مخنوق : الجنة .. الجنة .. الجنة !
- أي ؟! ثم ماذا حدث يا شهرزاد اكملي بالله عليكِ !
- اشفق عليه أحد أبنائه فقال له : يا أبتي كنت من البارحة  تدعوا ربك على ضرطة فلم يعطك إياها فهل تريده أن يعطيك الجنة؟!


فأدرك شهرزاد الصباح .. وسكتت عن الكلام المباح 

09‏/01‏/2011

في الحانة



- انصع فودكا لضيفي !
- لن يجلبوا لك شيئاً , فديونك متراكمة كجثث في مقبرة جماعية
- لاعليك .. لا عليك .. ان اخلاصي في غسل صحونهم شيء من اخلاصي لكرم الضيافة
- التي تغسلها أم التي تكسرها ؟ .. أنت مخمور للغاية !
- نعم مخمور , ولكن لا تقل  كلمة " غاية " ان لطنين هذه الكلمة اشد من اجنحة الذباب : ززززز  أو قل آلة حلاقة زززززز التي تحتجها جداً لتهذيب لحيتك ززززز
- تعلم انني لا اخرج الا لفترات محدودة فلا وقت لدي لحلاقة لحيتي
- عنوانٌ مثير الرجل الغير لبق الذي ينتظره الناس بكل لباقة !
- هل كنت تنتظرني ؟
- تأتي أو لا تأتي  فما الغاية من ذلك ؟
- ألم نتفق بأنها كلمة مزجعة؟
- نعم مؤذية ..
- لا تسرف بالشراب ..
- انني اكسر سمكها بدموعي فلا تسكرني يا هذا الا احزاني  وربما ذلك الشوق الذي يلف رأسي كقطار , فهل رأيت جمجمة من حديد يعلوها صفارات الرحيل ؟
- .. قل لي كيف كان عامك ؟
- لا ادري هل هو غباء متعمد منك ؟ الا تراني وحيدا هنا ؟
- لماذا لا تخرج للناس ؟
- الناس ؟ سسسسسسس  كم هي قريبة من ززززز
- اجبني لماذا لاتخرج للناس ؟
- ألا يفتنك منظري ؟ خيمة قديمة مبللة بالمطر وعتمة الانزواء
- أرجوك يا بني , دع الكأس واجبني !
-  انهم كائنات ناقصة يا سيدي ! كلما احببتهم كلما  ازدادوا في قتلي , فجئت هنا لاصرف ما تبقى من حياتي لهذا السكر والغياب , يعلو غنائي لمجد الكؤوس المهدورة في لحود العزف الصاخب !
- هه
- لم تكن مزجة حتى تضحك
- اعلم ولكن تذكرت بأني في كل عام اطوف بهم بهداياي ولكن لم يفكر احدهم بأن يعطيني شيئا غير امنياتهم الوقحة ونفوسهم التي جفت من ذكر الله
**
نهضت على صوت النادل وهو يطالبني بدفع الفاتورة , فتشت في جيبي فلم اجد غير اعذار الناس وخيباتي , تذكرت هاتفي  فلم اجد غير اسماء ذابلة لاناس كانوا كل حياتي  , همست للنادل بأنني ذاهبٌ للسجن الان فاذا جاء بابا نويل مجدادا لزيارتي فقل له : هذا القلب الذي عشق العالم بأسره .. لم يجد قلباً واحداً يخفق لأجله ...
 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن