07‏/02‏/2013

نون ..


- اين انت ؟ الاموات خرجوا من قبورهم  , الارض تتسع , في كل بقعة هناك ملاك او يتيم او غصن زاحف يضج بالثمر والدموع .. ما الذي تنتظره القطب الشمالي في ذوبانه وكل اهل الارض صارو من اهل اليمين
- انا قادم ..
- يا ايها الطلسمي متى ستأتي , الساعات القليلة تستعد للبداء , الكل ينتظرك
- هل حقا الجميع ينتظرني ؟
- اهي محاولة استفزاز , ام ان جهازك العصبي ترشح للشلل !
- هل .. هل ..  حقاً ان الربيع هناك وان قلبي سيزهر ؟ ( تساقط منه دمعة )
- هل هذا هو وقت البكاء !! ألن يتغير الشيعي حتى في تاريخ خلود الفرح ؟!
- هل حقاً ستبصره عيني الضريرة ؟؟
- كحل عينك بالنور وتعال
- .. لقد لمحت مرة ضياء يد موسى من القرآن فأردتني اسيرا مجروحا , فكيف فتنتي بنور وجهه ؟ ستتقطع الاشلاء على الاشلاء ولن يتجاوز ايماني منقار هدهد سليمان
- تعال ودع النور يُعمَدك !
- ان عيني مظلمة كجوف حوت يونس, كبئر يوسف , كغار حراء !
- هل تخشى الردى ؟
- لا وحق ما هشموا من رأس جده وضلع امه
- اذن كن له اسماعيل وسيكون لك ابراهيم , لا تطيل في الجدال وتعال اكسر الغلال حبا وهياما  واترك الجمال ينساب من عينك او من نحرك !
- ... ( بكاء )
- لا تبكي .. اسأله عن كل ما تريد , ألم ترغب بمعرفة لماذا ترك السامري سدى وضياعا ؟ ألا تريد ان تسأله ..
- ( مقاطعا ) لكنني سأحترق !
- ستكون ناره بردا وسلاما
- لكنني سأغرق !
- سيعطيك سفينة نوح
- لكنني سأتيه في بعدي واغترابي !
- سيجلبك البراق
- وجراحي ؟ وهذه الذنوب التي تلوي روحي ؟!
- ستحنيك الملائكة بتراب كربلاء .. ستنجو وتنجو ثم تنجو
- ماذا عساي ان افعل ؟ ماذا سأقول له , كيف سأضع عيني في عينيه الداميتين من البكاء على الحسين ؟
- ( بعد لحظات صمت وقد تغيرت نبرته  ) لقد كنت كثير الحزن والكآبة لغيبة امامك , لقد ظهر , اما خوفك فالامام سيعالجه بطريقته
- ماذا تقصد ؟ ( صوت طرق الباب .. )

يفتح المتحدث الباب , فيلمح الفردوس مبتسماً !

- هل هذا انت يا صاحب الزما  - وقبل ان يلفظ الحرف الاخير , يعانقه الامام المهدي , عناق الاب المسافر لابنائه الصغار , فترتسم " النون " وتكتمل الاية ...
 ن ,
    والقلم
           وما يسطرون ,
                    ما انت بنعمة ربك بمجنون ..


 

2010 أحمد محمدي. Blogger Templates created by Deluxe Templates | تعريب و تطوير : حسن